للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سيبويه - عقيب ذكر المفعول -: "يقدِّمون في كلامهم ما هم ببيانه أهمّ وأَعْنَى"١ على هذا الحكم تَقَدَّمُه٢ على الفاعل، كقولك: (ركب الفرسَ الأميرُ) اهتمامًا٣ بذكره.

وكذلك تَقَدُّمُهُ، كقولك: (عَمْرًا ضَرَبَ زيدٌ) ومرتبة مجيئه بعد الفاعل الأصيل٤.

وَإِنْ تَقُلْ: كَلَّمَ مُوسَى يَعْلَى ... فَقَدِّمِ الْفَاعِلَ فَهْوَ أَوْلَى٥

[٤٨/ب]

قد تقدّم ذكر جواز تقديم٦ المفعول على وجه الاهتمام به، والتوسّع٧ في الكلام، بشرط الأمن من اللَّبس؛ فمتى وقع اللّبس لعدَم٨ الإعراب٩، كالمقصورين [في قولك: (أَكرم موسى عيسى) ] ١٠؛


١ يُنظر: الكتاب ١/٣٤.
٢ في ب: تقديمه.
٣ في ب: أو اهتمامًا.
٤ في ب: الأصل.
٥ في شرح الملحة ١٦٨: فَهْوَ الأَوْلَى.
٦ في أ: تقدّم.
٧ في ب: أو التوسّع.
٨ في أ: بعدم. والمقصود: عدم الإعراب الظّاهر.
٩ قال الرّضيّ - في شرحه على الكافية ١/٧٢ -: ((إذا انتفى الإعراب اللّفظيّ في الفاعل والمفعول معًا، مع انتفاء القرينة الدّالّة على تمييز أحدهما عن الآخر، وجب تقديم الفاعل؛ لأنّه إذا انتفت العلامة الموضوعة للتّمييز بينهما - أي: الإعراب - لمانع، والقرائن اللّفظيّة والمعنويّة الّتي قد توجَد في بعض المواضع دالّة على تعيين أحدهما من الآخر كما يجيء فليلزم كلّ واحد مركزه ليعرفا بالمكان الأصليّ)) . ويُنظر: البسيط ١/٢٨٠.
١٠ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>