للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برفع (النّعل) ، وجرِّها، ونصبِها.

وممّا جاء بعده المبتدأ والخبر قولُ١ جَرِيْرٍ:

فَمَا زَالَتِ القَتْلَى تَمُجُّ دِمَاءَهَا ... بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ٢

(عَلَى) : حرف جرٍّ يدخل على الظّاهر والمُضْمَر؛ وله مَعَانٍ:

أَحَدُها: [٣٠/ ب] الاستعلاء، كقولك: (رَكِبْتُ عَلَى الفَرَسِ) .

وقد تكون بمعنى (عند) ، كقولك: (لَهُ عَلَيَّ دَيْنٌ) .

وتكون بمعنى (في) ، كقولهم: (أتيتُه على عَهْدِ فلان) أي: في عهده، ومنه قولُ الشّاعر:

وَصَلِّ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ وَالضُّحَى ... وَلاَ تَعْبُدِ٣ الشَّيْطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا٤


١ في ب: ومنه قول.
٢ هذا بيتٌ من الطّويل.
و (القتلى) : جمع قتيل. و (تَمُجُّ) : تقذف. و (دجلة) : النّهر الّذي يمرّ ببغداد؛ لا ينصرف للعَلَميّة والتّركيب. و (أشكل) هو: حُمرة مختلطة ببياض، والشّكلة كالحُمرة وزنًا ومعنى، لكن يخالطها بياض، وهو مأخوذٌ من أشكل الأمر أي: التبس.
والشّاهد فيه: (حتى ماء دجلة) حيث جاءت (حتّى) ابتدائيّة تليها الجملة الاسميّة.
ينظر هذا البيت في: الأزهيّة ٢١٦، وأسرار العربيّة ٢٦٧، وشرح المفصّل ٨/١٨، والجنى الدّاني ٥٥٢، والمغني ١٧٣، والخزانة ٩/٤٧٩، والدّيوان ١/١٤٣.
٣ في ب: ولا يعبد.
٤ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للأعشى الكبير.
والبيت في رواية الشّارح ملفّقٌ من بيتين وَرَدَا في الدّيوان هكذا:
وَذَا النُّصُبِ الْمَنْصُوبَ لاَ تَنْسُكَنَّهُ ... وَلاَ تَعْبُدِ الأَوْثَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا
وَصَلِّ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ وَالضُّحَى ... وَلاَ تَحْمَد الشَّيْطَانَ وَاللهَ فَاحْمَدَا
الدّيوان ١٣٧.
والشّاهد فيه: (على حين العشيّات) حيث جاءت (على) بمعنى (في) أي: في حين العشيّات.
يُنظر هذا البيت في: الأزهيّة ٢٧٥، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٦٠٩، وشرح المفصّل٩/٣٩، والمغني ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>