للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكونُ جاريةً بلفظِ المفردِ مع المذكّر، والمؤنّث، والمثنّى، والمجموع، ولم تتغيّر واوها على اختلاف استعمالها١؛ فتقول: أنا ذو عَرَفْتُ ورأيْتُ الرّجلين ذو عَرَفْتُهُمَا ومررتُ بالرِّجال ذو عَرَفْتُهُمْ.

قال الشّاعر:

فَإِنَّ المَاءَ مَاءُ أَبِي وَجَدِّي ... وَبِئْرِي ذُوْ حَفَرْتُ وَذُوْ طَوَيْتُ٢

فقال: ذو حَفَرْتُ، والبئر مُؤَنَّثةٌ.


١ المشهور في (ذو) عدم تصرفها مع بنائها؛ والعلّة في ذلك - كما قال الصيمريّ -: "وإنّما لم يُثنّ، ولم يجمع، ولم يغيّر لفظه عن الواو؛ لأنّه منقول عن (ذو) بمعنى (صاحب) في قولك: (ذو مالٍ) فضعف عن التّصرّف، وألزم وجهًا واحدًا". التّبصرة ١/٥٢٠.
ويُنظر استعمالاتها الأخرى في: شرح المفصّل ٣/١٤٧، وشرح الرّضيّ ٢/٤١، وأوضح المسالك ١/١١٠، والتّصريح ١/١٣٧، ١٣٨، والهمع ١/٢٨٩.
٢ هذا بيتٌ من الوافر، من جملة أبياتٍ قالها سنان بن الفحل الطّائيّ، يخاطِب بها عبد الرّحمن ابن الضّحّاك والي المدينة في بئر وقع فيها نزاع بين حيّين من العرب.
و (ذو حفرت) أي: الّتي حفرتها. و (ذو طويت) أي: الّتي طويتها؛ و (طيّ البئر) : بناؤها بالحجارة.
والمعنى: إنّ هذا الماء من عهد أبي وجدّي، وأنا الّذي حفرت هذه البئر وبنيتها.
والشّاهد فيه: (ذو حفرت) و (ذو طويت) حيث استعمل (ذو) في الجملتين اسمًا موصولاً بمعنى (الّتي) ، وأجراه على غير العاقل؛ لأنّ المقصود بها البئر، وهي مُؤنّثة.
يُنظر هذا البيت في: ديوان الحماسة ١/٣٠٢، وأمالي ابن الشّجريّ ٣/٥٥، والإنصاف ١/٣٨٤، وشرح المفصّل ٣/١٤٧، وشرح الجمل ١/١٧٧، وشرح التّسهيل ١/١٩٩، وابن النّاظم ٨٨، والبسيط ١/٢٩١، وتوضيح المقاصد ١/٢٢٨، والخزانة ٦/٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>