للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مطلقاً في أنه إذا أعلن على رؤوس الملا كافة بطلان الديانات وكذبها فانمحى من النفوس أثرها. ومن القلوب ذكرها. فإنا لا نفتأ بعد ذلك ننعم من العيش بمثل ما كنا به ننعم أيام عز الدين في سلطانه. وشباب الدين في عنفوانه. فنحيا بفضل حماية القوانين وحدها حياة لا تزيد فيها مخاوفنا ولا محاذرنا ولا تكثر فيها وسائل تحفظنا واحتراسنا وتقوانا من أذى المجرمين وشر المعتدين عما كانت عليه من قبل. على أني أذهب في رأيي إلى أبعد من ذلك فأقول أن الدين هو في الأحابين الكثيرة مفسدة للأخلاق. وبيان ذلك أن واجباتنا نحو الله تكون في مذهب الدين في الأحابين الكثيرة عكس واجباتنا نحو أخينا الإإنسان، وأن من السهل أن يكفر الإنسان عن إساءته للبشر بتضرعاته إلى الله. ومن ثم لا نزال نرى السواد الأعظم نم الخلق في كل زمان ومكان يجدون الصلوات والعبادات أسهل في التماس ثواب الآخرة واجتناب عقابها من حسن معاملة الناس وإتباع سبل الخير والإحسان حتى يصبح المذهب الشائع في كل دين إذ رضى الله وغفرانه ومثوبته وإحسانه، لتنال برسوخ العقيدة وعمق الإيمان وبإقامة الشعائر والمناسك والمراسم والمواسم بأكثر مما تنال بمكارم الخلال، ومحامد الفعال وبإتباع منهج الفضل القويم، وصراط الخير المستقيم. وإذا كانت إقامة الشعائر الدينية والمراسم والمناسك تدر على معشر القسوس ورجال الكنيسة بالخيرات. وتفيض عليهم بالغنائم والثمرات. كانت ولا شك أخصر طريق إلى الجنة وأمنع وقاية من النار. وها نحن نرى تضحية القرابين من صنوف الحيوان وتلاوة الأدعية والأوراد ونصب الصوامع والصلبان على جوانب السبل والطرقات تعد في آراء الناس من أعظم ما يتقرب به إلى الله لمحو الذنوب وتكفير السيئات حتى أشنع المآثم وأفظع الجرائم كما يتوسل أيضا إلى العفو والغفران بالتوبة والندامة وبإنابة والاستغفار وبالخضوع إلى أحكام القساوسة ورجال الكنيسة وبالاعتراف والحج إلى مقامات الأولياء ومزارات القديسين وبالهبات والعطايا والتبرعات للكنيسة وتسوسها. وتشييد إلهياً كل والأديرة والمعابد حتى أصبحت طائفة القسوس وكأنما لا وظيفة لها إلا الوساطة يبن المخلوق والخالق وجمل الرشوة من المذنبين إلى خزينة الآلهة. وإذا كان الأمر لا يصل إلى هذا الحد فقل لي جعلت فداك أين القساوسة الذين لا يرون الصلوات والأدعية وأناشيد الحمد والاستغفار وغير ذلك من ضروب الشعائر والمناسك كفارة للذنوب وعوضاً وبديلاً من مكارم الأخلاق ومن البر