حَيْثُ قَالَ: الْفِقْه معرفَة النَّفس مَا لَهَا وَمَا عَلَيْهَا، لِأَن الْعَمَل بالشَّيْء بعد الْعلم بِهِ لما كَانَ من شَأْنه أَن يُوجد الْبَتَّةَ لكَون الْعَمَل بِدُونِهِ كالمعلوم صَار كالمعلوم الْمُحَقق، مصداقه قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد علمُوا لمن اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَة من خلاق ولبئس مَا شروا بِهِ أنفسهم لَو كَانُوا يعْملُونَ} أثبت لَهُم الْعلم بالتوكيد القسمي، ثمَّ نَفَاهُ عَنْهُم حَيْثُ لم يعملوا بِهِ وَالْمرَاد بِالْعَمَلِ بِهِ الْإِتْيَان بالفرائض المؤقتة فِي أَوْقَاتهَا، وبغيرها مُطلقًا، والاجتناب عَن المنهيات كَذَلِك، لَا التَّلَبُّس بهَا دَائِما، وَإِلَّا لم يُوجد فَقِيه أصلا
وَالتَّحْقِيق الأتم هُوَ أَن لَا يرى مَا لَهَا مَا عَلَيْهَا فيتركه وَيرى مَا عَلَيْهَا مَا لَهَا فَيَأْتِي بِهِ
الفصيح: فصح الأعجمي، ككرم،: تكلم بالعربي وَفهم عَنهُ، أَو كَانَ عَرَبيا فازداد فصاحة، كتفصح
وأفصح: تكلم بالفصاحة
والفصاحة: يُوصف بهَا الْمُفْرد، وَالْكَلَام، والمتكلم
والبلاغة: يُوصف بهَا الأخيران فَقَط، وَالْأَصْل فِي البلاغة أَن يجمع الْكَلَام ثَلَاثَة أَوْصَاف صَوَابا فِي مَوضِع اللُّغَة وطبقا للمعنى المُرَاد مِنْهُ
وصدقا فِي نَفسه
وفصاحة الْمُفْرد: كحسن كل عُضْو من أَعْضَاء الْإِنْسَان
وفصاحة الْكَلَام: كحسن تركيب أَعْضَاء الْإِنْسَان
وبلاغة الْكَلَام: كالروح الَّذِي لأَجله يرغب فِي الْبدن والمحسنات كالمزينات
(والأبلغ من البلاغة: الْكَلَام وَمن الْمُبَالغَة: الْمُتَكَلّم) وَلَا يدْرك حسن الفصيح إِلَّا بِالسَّمْعِ
الْفَيْض: فاض المَاء: كثر حَتَّى سَالَ كالوادي
وأفاض إناءه: ملأَهُ حَتَّى أساله
وَرجل فياض: أَي سخي وَمِنْه استعير (فاضوا فِي الحَدِيث) إِذا خَاضُوا فِيهِ
وَحَدِيث مستفيض: أَي منتشر
وَقوم فوضى، كسكرى: أَي متساوون لَا رَئِيس لَهُم، أَو مختلط بَعضهم بِبَعْض وَأمرهمْ فوضاء بَينهم، وَيقصر: إِذا كَانُوا مُخْتَلفين يتَصَرَّف كل مِنْهُم فِي مَال غَيره.
وفاض دمع عينه هُوَ الأَصْل، وفاضت عينه دمعا محول عَن الأَصْل، فَإِنَّهُ حول الْفَاعِل تمييزا مُبَالغَة
وفاضت عينه من الدمع بِلَا تَحْويل، أبرز تعليلا، وَهَذَا أبلغ، لِأَن التَّمْيِيز قد اطرد وَضعه فِي هَذَا الْبَاب مَوضِع الْفَاعِل، وَالتَّعْلِيل لم يعْهَد فِيهِ ذَلِك
والفيض إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي إِلْقَاء الله تَعَالَى وَأما مَا يلقيه الشَّيْطَان فَإِنَّهُ يُسمى بالوسوسة
وَالْوَحي: الْمَنْسُوب إِلَى الشَّيْطَان وَغَيره هُوَ بِمَعْنى، الْإِلْقَاء والواردات إِن لم تكن مَأْمُونَة الْعَاقِبَة وَلم يحصل بعْدهَا توجه تَامّ إِلَى الْحق وَلَذَّة مرغبة فِي الْعِبَادَات فَهِيَ شيطانية
وَإِن كَانَت أمورا مُتَعَلقَة بِأُمُور الدُّنْيَا مثل إِحْضَار الشَّيْء الْغَائِب، كإحضار الْفَوَاكِه الصيفية فِي