وَأحسن إِذا كثرت الحواجز
قَالَ بَعضهم: إِن كَانَ الْفَاعِل جمعا مكسرا أدخلت التَّاء لتأنيث الْجَمَاعَة وحذفها لتذكير اللَّفْظ، وَإِن كَانَ جمعا مُسلما فَلَا بُد من التَّذْكِير لِسَلَامَةِ لفظ الْوَاحِد، فَلَا تَقول: قَالَت الْكَافِرُونَ، كَمَا لَا تَقول: قَالَت الْكَافِر وَلَا يحذف فعل إِلَّا بعد (إِن) خَاصَّة فِي موضِعين أَحدهمَا: أَن يكون فِي بَاب الاستفعال نَحْو: {وَإِن أحد من الْمُشْركين استجارك} : وَالثَّانِي: أَن تكون (إِن) متلوة بِلَا النافية، وَأَن يدل على الشَّرْط مَا تقدمه من الْكَلَام
وَالْفِعْل قد يكون لَازِما ينفعل بِدُونِ التَّأْثِير على الْمُتَعَلّق كالإيمان وَالْكفْر وَقد يكون مُتَعَدِّيا بِمَعْنى أَنه لَا وجود لَهُ إِلَّا بانفعال الْمُتَعَلّق كالكسر وَالْقَتْل
وَالْفِعْل: التَّأْثِير وإيجاد الْأَثر
(والانفعال: التأثر وَقبُول الْأَثر) وَلكُل فعل انفعال إِلَّا الإبداع الَّذِي هُوَ من الله، فَذَلِك هُوَ إِيجَاد عَن عدم لَا فِي مَادَّة وَلَا فِي جَوْهَر بل ذَلِك هُوَ إِيجَاد الْجَوْهَر
وَالْأَفْعَال كلهَا مُنكرَة، وتعريفها محَال، لِأَنَّهَا لَا تُضَاف كَمَا لَا يُضَاف إِلَيْهَا، لِأَن الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي الْمَعْنى مَحْكُوم عَلَيْهِ، وَالْأَفْعَال لَا تقع مَحْكُومًا عَلَيْهَا، وَلَا يدخلهَا الْألف وَاللَّام لِأَنَّهَا جملَة، وَدخُول الْألف وَاللَّام على الْجمل محَال
وَالْفِعْل لَا يثنى لِأَن مَدْلُوله جنس، وَهُوَ وَاقع على الْقَلِيل وَالْكثير، فَلم يكن لتثنيتة فَائِدَة وَلَفظ الْفِعْل يُطلق على الْمَعْنى الَّذِي هُوَ وصف للْفَاعِل مَوْجُود كالهيئة الْمُسَمَّاة بِالصَّلَاةِ من الْقيام وَالرُّكُوع وَالسُّجُود وَنَحْوهَا وكالهيئة الْمُسَمَّاة بِالصَّوْمِ وَهِي الْإِمْسَاك عَن المفطرات بَيَاض النَّهَار، وكالحالة الَّتِي يكون المتحرك عَلَيْهَا فِي كل جُزْء من الْمسَافَة، وَهَذَا يُقَال فِيهِ: الْفِعْل بِالْمَعْنَى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ
وَقد يُطلق لفظ الْفِعْل على نفس إِيقَاع الْفَاعِل على هَذَا الْمَعْنى كالحركة فِي الْمسَافَة، وَيُقَال فِيهِ: الْفِعْل بِالْمَعْنَى المصدري، أَي الَّذِي هُوَ أحد مدلولي الْفِعْل النَّحْوِيّ، ومتعلق التَّكْلِيف إِنَّمَا هُوَ الْمَعْنى الأول، وَكَذَا فِي قَول الجبرية: فعل العَبْد مَخْلُوق لله دون الثَّانِي، لِأَن الْفِعْل بِالْمَعْنَى الثَّانِي أَمر اعتباري لَا وجود لَهُ فِي الْخَارِج، فَإِن الْمُتَكَلِّمين لَا يثبتون الْوُجُود إِلَّا للأكوان من النّسَب
وفعال، كقطام: أَمر وكسحاب: اسْم للْفِعْل الْحسن وَالْكَرم، وَيكون فِي الْخَيْر وَالشَّر وفعلة، كغلبة: صفة غالبة على عملة الطين والحفر وَنَحْو ذَلِك.
و [فعلة] كفرحة: الْعَادة
الْفضل: فضل، كنصر: بِمَعْنى الْفَضِيلَة وَالْغَلَبَة
وكحسن: بِمَعْنى الْفضل وَالزِّيَادَة وَالْفضل فِي الْخَيْر وَيسْتَعْمل لمُطلق النَّفْع.
والفضول جمع (فضل) : بِمَعْنى الزِّيَادَة غلب على من لَا خير فِيهِ حَتَّى قيل:
(فضول بِلَا فضل وَسن بِلَا سنا ... وَطول بِلَا طول وَعرض بِلَا عرض)