للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَهُوَ اسْم الْمَفْعُول أَو كَونه آلَة لحصوله فَهُوَ اسْم الْآلَة أَو مَكَانا وَقع فِيهِ فَهُوَ ظرف الْمَكَان أَو زَمَانا لَهُ فَهُوَ ظرف الزَّمَان أَو يعْتَبر فِيهِ قيام الْحَدث فِيهِ على وصف الزِّيَادَة على غَيره فَهُوَ اسْم التَّفْضِيل

وَالْفِعْل إِذا أول بِالْمَصْدَرِ لَا يكون لَهُ دلَالَة على الِاسْتِقْبَال وَامْتِنَاع الْإِخْبَار عَن الْفِعْل إِنَّمَا يكون إِذا كَانَ مُسْندًا إِلَى مَجْمُوع مَعْنَاهُ، معبرا عَنهُ بِمُجَرَّد لَفظه مثل (ضرب، قتل) أما إِذا لم يرد مِنْهُ ذَلِك بِأَن يُرَاد بِهِ اللَّفْظ وَحده كَمَا فِي قَوْلك: (ضرب) مؤلف من ثَلَاثَة أحرف

أَو مَعَ مَعْنَاهُ مُتَّصِلا بفاعله كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا قيل لَهُم آمنُوا} أَو يُرَاد مُطلق الْحَدث الْمَدْلُول عَلَيْهِ ضمنا مَعَ الْإِضَافَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم ينفع الصَّادِقين صدقهم}

أَو مَعَ الْإِسْنَاد كَمَا فِي (تسمع بالمعيدي خيرمن أَن ترَاهُ) فَفِي تِلْكَ الصُّور لَا يمْتَنع الْإِخْبَار عَن الْفِعْل

قَالَ بعض الْمُحَقِّقين: الْفِعْل لَا يخبر عَنهُ، هُوَ إِخْبَار عَنهُ بِأَنَّهُ لَا يخبر عَنهُ، وَأَنه متناقض

وَالْفِعْل من حَيْثُ إِنَّه فعل ماهيته ممتازة عَمَّا عَداهَا، وَهَذَا ايضا إِخْبَار عَنهُ بِهَذَا الامتياز.

وَالْفِعْل إِمَّا عبارَة عَن الصِّيغَة الدَّالَّة على الْمَعْنى الْمَخْصُوص، أَو عَن ذَلِك الْمَعْنى الْمَخْصُوص الَّذِي هُوَ مَدْلُول لهَذِهِ الصِّيغَة، فقد أخبرنَا عَنهُ بكلا الْأَمريْنِ ويعبرون بِالْفِعْلِ عَن أُمُور: أَحدهَا: وُقُوعه وَهُوَ الأَصْل ومشارفته نَحْو: {وَإِذا طلّقْتُم النِّسَاء فبلغن أَجلهنَّ فأمسكوهن} أَي فشارفن انْقِضَاء الْعدة

وإرادته: وَأكْثر مَا يكون ذَلِك بعد أَدَاة الشَّرْط نَحْو: {فَإِذا قَرَأت الْقُرْآن فاستعذ بِاللَّه} ومقاربته كَقَوْلِه:

(إِلَى ملك كَاد الْجبَال لفقده ... تَزُول زَوَال الراسيات من الصخر)

وَالْقُدْرَة عَلَيْهِ نَحْو: {وَعدا علينا إِنَّا كُنَّا فاعلين} أَي قَادِرين على الْإِعَادَة

وَالْأَفْعَال ثَلَاثَة أَقسَام: فعل وَاقع موقع الِاسْم فَلهُ الرّفْع نَحْو: (هُوَ يضْرب) فَإِنَّهُ وَاقع موقع (ضَارب)

وَفعل فِي تَأْوِيل الِاسْم فَلهُ النصب نَحْو: (أُرِيد أَن تقوم) أَي مقامك

وَفعل لَا وَاقع موقع الِاسْم، وَلَا فِي تَأْوِيله فَلهُ الْجَزْم نَحْو: (لم يقم)

وَمَتى كَانَ فعل من الْأَفْعَال فِي معنى فعل آخر فلك أَن تجْرِي أَحدهمَا مجْرى صَاحبه، فتعدل فِي الِاسْتِعْمَال إِلَيْهِ، وتحذو بِهِ فِي تصرفه حَذْو صَاحبه

[وَالْفِعْل قد يوضع للنسبة الإنشائية نَحْو: (اضْرِب) ، وَقد يوضع للنسبة الإخبارية ويستعار من إِحْدَاهمَا لِلْأُخْرَى كَمَا فِي قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " من تعمد عَليّ الْكَذِب فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من

<<  <   >  >>