للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَدْلُوله يعلم وَيعلم بِهِ، وَإِنَّمَا جمع [فِي رب الْعَالمين] مَعَ أَن الْإِفْرَاد هُوَ الأَصْل، وَأَنه مَعَ اللَّام يُفِيد الشُّمُول، بل رُبمَا يكون أشمل، لِأَنَّهُ لَو أفرد لربما يتَبَادَر إِلَى الْفَهم أَنه إِشَارَة إِلَى هَذَا الْعَالم الْمشَاهد بِشَهَادَة الْعرف، وَإِلَى الْجِنْس والحقيقة على مَا هُوَ الظَّاهِر عِنْد عدم الْعَهْد فَجمع ليشْمل كل جنس سمي بالعالم إِذْ لَا عهد، وَفِي الْجمع دلَالَة على أَن الْقَصْد إِلَى الْإِفْرَاد دون نفس الْحَقِيقَة وَالْجِنْس [وَالْقَاعِدَة الْمَشْهُورَة مُخْتَصَّة بِموضع النَّفْي]

قَالَ الإِمَام الرَّازِيّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {ليَكُون للْعَالمين نذيرا} إِنَّه يتَنَاوَل الْجِنّ وَالْإِنْس وَالْمَلَائِكَة، لَكنا أجمعنا على أَن سيدنَا ومولانا مُحَمَّدًا لم يكن رَسُولا إِلَى الْمَلَائِكَة فَوَجَبَ أَن يبْقى رَسُولا إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ جَمِيعًا، وَقد نوزع بِأَنَّهُ من أَيْن تَخْصِيصه بهما مَعَ شُمُول الْعَالمين للْمَلَائكَة أَيْضا، كشمول (الْحَمد لله رب الْعَالمين) لهَؤُلَاء الثَّلَاثَة بِإِجْمَاع الْمُفَسّرين، وَالْأَصْل بَقَاء اللَّفْظ على عُمُومه حَتَّى يدل الدَّلِيل على إِخْرَاج شَيْء مِنْهُ، وَلم يدل هُنَا دَلِيل، وَلَا سَبِيل إِلَى وجوده لَا من الْقُرْآن وَلَا من الحَدِيث، وَكَون الْعَالم كري الشكل مَمْنُوع كَمَا قَالَ ابْن حجر فِي " شرح البُخَارِيّ " إِلَّا أَنهم قَالُوا: لَو مَاتَ زيد وَقت الطُّلُوع من أول رَمَضَان مثلا بالصين كَانَ تركته لِأَخِيهِ عَمْرو وَقد مَاتَ فِيهِ بسمرقند، مَعَ أَنَّهُمَا لَو مَاتَا مَعًا لم يَرث أَحدهمَا عَن الآخر، وَاسْتدلَّ أَيْضا بِحَدِيث " إِذا سَأَلْتُم الله الْجنَّة فَاسْأَلُوهُ الفردوس الْأَعْلَى، فَإِنَّهُ أَعلَى الْجنَّة وأوسطها " فَإِن الْأَعْلَى لَا يكون أَوسط إِلَّا إِذا كَانَ كريا

الْعدْل: أَصله ضد الْجور

وَعدل عَلَيْهِ فِي الْقَضِيَّة

وَبسط الْوَالِي عدله ومعدلته: بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا

وَفُلَان من أهل المعدلة: أَي الْعدْل

وَرجل عدل: أَي رَضِي مقنع فِي الشَّهَادَة

وَقوم عدل وعدول أَيْضا

[وَالْعَدَالَة لُغَة: الاسْتقَامَة

وَفِي الشَّرِيعَة: عبارَة عَن الاسْتقَامَة على الطَّرِيق الْحق بِالِاخْتِيَارِ عَمَّا هُوَ مَحْظُور دينا وَهِي نَوْعَانِ: ظَاهِرَة: وَهِي مَا ثَبت بِظَاهِر الْعقل وَالدّين لِأَنَّهُمَا يحملانه على الاسْتقَامَة ويزجرانه عَن غَيرهَا ظَاهرا

وباطنة: وَهِي لَا يدْرك مداها لِأَنَّهَا تَتَفَاوَت فَاعْتبر فِي ذَلِك مَا لَا يُؤَدِّي إِلَى الْحَرج وَالْمَشَقَّة وتضييع حُدُود الشَّرْع، وَهُوَ مَا ظهر بالتجربة رُجْحَان جِهَة الدّين وَالْعقل على طَرِيق الْهوى والشهوة بالاجتناب عَن الْكَبَائِر وَترك الْإِصْرَار على الصَّغَائِر]

<<  <   >  >>