سحرة فِرْعَوْن
وَالثَّانِي: كتأثير السمُوم والأدوية فِي الْأَبدَان، وَيدخل فِيهِ أَجنَاس النيرنجات والطلسمات، فَإِنَّهَا بتأثير بعض المركبات الطبيعية فِي بعض بخواص تخص كل وَاحِد مِنْهُمَا، كجذب المغناطيس، وكهرب باغض الْخلّ من الْخلّ، واختطاف الكهرباء بالتبن، وتأثير الْحجر الْمَعْرُوف فِيمَا بَين الأتراك فِي تَغْيِير الْهَوَاء ونزول الثَّلج والمطر إِلَى غير ذَلِك وَقد يستعان فِي ذَلِك بتمزيج القوى السماوية الفعالة بالقوى الأرضية المنفعلة بتحصيل المناسبات بالأجرام العلوية المؤثرة فِي عَالم الْكَوْن وَالْفساد
وَالثَّالِث: كتأثير الصُّور المستحسنة والمستقبحة فِي النُّفُوس الإنسانية؛ ويندرج فِي هَذَا النَّوْع صنف من السحر، كتأثير المعشوق فِي العاشق، وكتأثير الْحَيَوَانَات المستحسنة والأمتعة النفسية، وكتأثير أَصْنَاف الأغاني والملاهي، وكتأثير الْكَلَام فِي نفس السامعين، كَمَا ورد فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ: " إِن من الْبَيَان لسحرا "
وَالرَّابِع: كتأثير النُّفُوس الإنسانية فِي الْأَبدَان، من تغذيتها وإنمائها، وقيامها وقعودها، إِلَى غير ذَلِك
وَمن هَذَا الْقَبِيل صنف من المعجزة، وَهُوَ مَا يتَعَلَّق بِالْقُوَّةِ المحركة للنَّفس، بِأَن يبلغ قوتها إِلَى حَيْثُ تتمكن من التَّصَرُّف فِي أجسام الْعَالم تصرفها فِي بدنهَا، كتدمير قوم برِيح عَاصِفَة أَو صَاعِقَة أَو زَلْزَلَة أَو طوفان، وَرُبمَا يستعان فِيهِ بالتضرع والابتهال إِلَى الْبَارِي تَعَالَى كَأَن يَسْتَقِي للنَّاس فيسقوا وَيَدْعُو عَلَيْهِم فيخسف بهم، وَيَدْعُو لَهُم فينجوا من المهالك ويندرج فِي هَذَا النَّوْع صنف من السحر أَيْضا، كَمَا فِي بعض النُّفُوس الخبيثة الَّتِي تقوى فِيهَا الْقُوَّة الوهمية بالرياضة والمجاهدة تسلطها على التَّأْثِير فِي إِنْسَان آخر بتوجه تَامّ وعزيمة صَادِقَة إِلَى أَن يحصل الْمَطْلُوب، كإمراض شخص بل إفنائه وَرُبمَا يستعان فِي تَقْوِيَة هَذِه الْقُوَّة الوهمية بِضَم بعض الْأَجْسَام إِلَى بعض، وبشد بعض إِلَى بعض، وغرز الإبر فِي الْأَشْيَاء، وَدفن بعض الْأَشْيَاء فِي مَوَاضِع مَخْصُوصَة، كالعتبة والمقابر وَتَحْت النَّار قَالَ الشَّيْخ سعد الدّين: غرائب الْأَحْوَال وَالْأَفْعَال الَّتِي تظهر من النُّفُوس الإنسانية فِيمَا يتَعَلَّق بأفعالها مثل المعجزات والكرامات والإصابة بِالْعينِ وَمَا يتَعَلَّق بإدراكاتها حَالَة النّوم واليقظة نَحْو مُشَاهدَة مَا لَا حُضُور لَهُ بمحض خلق الله تَعَالَى عندنَا من غير تَأْثِير للنفوس خلافًا للفلاسفة وَالْحق أَن تَأْثِير قدرَة الله تَعَالَى لَيْسَ مُنْقَطِعًا فِي كل حَال عَن تَأْثِير المؤثرات، فصدور مَا صدر عَنْهَا أَيْضا يلْزم أَن يكون بقدرة الله، فَيكون الْأَثر الصَّادِر عَنْهَا صادرا عَن قدرَة الله تَعَالَى وإرادته، صُدُور الْأَثر عَن سَبَب السَّبَب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute