كافرون}
وتأكيد الْفِعْل بمصدره وَهُوَ عوض عَن تكْرَار الْفِعْل مرَّتَيْنِ وَفَائِدَته دفع توهم الْمجَاز فِي الْفِعْل نَحْو: {وسلموا تَسْلِيمًا} {} (وتسير الْجبَال سيرا}
وَالْأَصْل فِي هَذَا النَّوْع أَن ينعَت الْوَصْف المُرَاد كَقَوْلِه تَعَالَى: {اذْكروا الله ذكرا كثيرا} {} (وسرحوهن سراحا جميلا} وَقد يُضَاف وَصفه إِلَيْهِ نَحْو: {اتَّقوا الله حق تُقَاته} وَقد يُؤَكد بمصدر فعل آخر نَحْو: {وتبتل إِلَيْهِ تبتيلا} والتبتل مصدر (بتل) أَو اسْم عين نِيَابَة الْمصدر نَحْو: {أنبتكم من الأَرْض نباتا} أَي: إنباتا، إِذْ النَّبَات اسْم عين وَالْحَال الْمُؤَكّدَة نَحْو: {وَيَوْم أبْعث حَيا} . والتكرير أبلغ من التَّأْكِيد، وَله فَوَائِد مِنْهَا: التَّقْرِير وَقد قيل: الْكَلَام إِذا تكَرر تقرر
وَمِنْهَا زِيَادَة التَّنْبِيه على مَا يَنْفِي التُّهْمَة ليكمل تلقي الْكَلَام بِالْقبُولِ، وَهُوَ مَعَ التَّأْكِيد يجامعه ويفارقه وَيزِيد عَلَيْهِ وَينْقص عَنهُ، فَإِن التَّأْكِيد قد يكون تَكْرَارا وَقد لَا يكون، وَقد يكون التكرير غير تَأْكِيد صناعَة وَإِن كَانَ مُفِيدا للتَّأْكِيد معنى
وَمِنْه مَا وَقع فِيهِ الْفَصْل بَين المكررين كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نسَاء الْعَالمين} والتأكيد لَا يفصل بَينه وَبَين مؤكده
وَالْكَلَام الابتدائي الْمُجَرّد، والطلبي الْمُؤَكّد اسْتِحْسَانًا، والإنكاري الْمَذْكُور وجوبا، فَهَذِهِ الْأَقْسَام الثَّلَاثَة ظَاهِرَة الجريان بأسرها فِي إِفَادَة الحكم دون إِفَادَة لَازمه، لِأَن الْمُؤَكّد إِذا ذكر كَانَ التَّأْكِيد رَاجعا بِحَسب الظَّاهِر إِلَى الْفَائِدَة لَا إِلَى اللَّازِم
وتأكيد الْمَدْح بِمَا يشبه الذَّم وَعَكسه نَحْو قَوْله:
(وَلَا عيب فيهم غير أَن ضيوفهم ... تلام بنسيان الْأَحِبَّة والوطن) أكدت: أَجود فِي عقد الْإِيمَان، ووكدت: أَجود فِي القَوْل وَفِي " الدِّيوَان ": وكده أفْصح من أكده
التَّشْبِيه: فِي اللُّغَة التَّمْثِيل مُطلقًا؛ وَفِي الِاصْطِلَاح: هُوَ الدّلَالَة على اشْتِرَاك شَيْئَيْنِ فِي وصف من أَوْصَاف الشَّيْء الْوَاحِد فِي نَفسه
[والتشبيه الاصطلاحي الَّذِي يبتنى عَلَيْهِ الِاسْتِعَارَة: هُوَ أخص من مُطلق التَّشْبِيه اللّغَوِيّ فَإِنَّهُ أَعم من أَن يكون على وَجه الِاسْتِعَارَة أَو على وَجه يبتنى عَلَيْهِ الِاسْتِعَارَة أَو غير ذَلِك]
والتشبيه، على مَا قَالَه الشَّيْخ عز الدّين إِن كَانَ بِحرف فَهُوَ حَقِيقَة، وَإِلَّا فمجاز بِنَاء على أَن الْحَذف من بَاب الْمجَاز، وَالصَّحِيح، أَنه حَقِيقَة، وَله أَلْفَاظ تدل عَلَيْهِ وضعا، وَلَيْسَ فِيهِ نقل اللَّفْظ