وأدوات التَّأْكِيد:(إِن) و (أَن) الْمَفْتُوحَة على مَذْهَب التنوخي الْقَائِل بِأَنَّهَا لتأكيد النِّسْبَة، وَلَام الِابْتِدَاء، وَالْقسم، و (أَلا) الاستفتاحية، و (أما) و (هَا) التَّنْبِيه، و (كَأَن) و (لَكِن) و (لَيْت) و (لَعَلَّ) ، وَضمير الشَّأْن، وَضمير الْفَصْل، و (أما) فِي تَأْكِيد الشَّرْط، و (قد) و (السِّين) ، و (سَوف) ، والنونات فِي تَأْكِيد الفعلية، و (لَا) التبرئة، و (لن) و (لما) فِي تَأْكِيد النَّفْي
والتأكيد الْمَعْنَوِيّ ب (كل) و (أجمع) و (كلا) و (كلتا) وَفَائِدَته رفع توهم الْمجَاز فِي الْمسند إِلَيْهِ وَعدم الشُّمُول والإحاطة بِجَمِيعِ الْأَفْرَاد
وَيمْتَنع التَّأْكِيد ب (كل) إِذا أضيفت إِلَى ظَاهر، أَو إِلَى ضمير مَحْذُوف وَلَا يُؤَكد ب (كل) و (أجمع) إِلَّا ذُو أَجزَاء يَصح افتراقها حسا وَحكما، [قَالَ الزّجاج والمبرد فِي قَوْله تَعَالَى:{فَسجدَ الْمَلَائِكَة كلهم أَجْمَعُونَ} إِن (كلهم) دلّ على الْإِحَاطَة و (أَجْمَعُونَ) على أَن السُّجُود مِنْهُم فِي حَالَة وَاحِدَة حملا على الإفادة دون الْإِعَادَة] وَفَائِدَة (أَجْمَعِينَ) فِي قَوْله: {لأملأن جَهَنَّم من الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ} إِمَّا استغراق أَفْرَاد العصاة وشمولها بِتَقْدِير الْمُضَاف، وَإِمَّا بَيَان أَن الداخلين فِي جَهَنَّم لَيْسُوا مقصورين على أحد الْفَرِيقَيْنِ؛ وَهَذَا لَا يَقْتَضِي شُمُول أَفْرَاد كلا الْفَرِيقَيْنِ، لَكِن الْأَخير يدل على جَوَاز وُقُوع (أَجْمَعِينَ) تَأْكِيدًا للمثنى وَهُوَ مَحل بحث وَلَعَلَّ المُرَاد من الْجنَّة وَالنَّاس التابعون لأبليس، وَقد ورد {لأملأن جَهَنَّم مِنْك وَمِمَّنْ تبعك مِنْهُم أَجْمَعِينَ} فَلَا مَحْذُور