للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفمه ويخرج به إلى خارج المسجد، فإذا تفوه به مات الملك، وخطؤه واضح، فإن مثل ذلك لا يعلم إلا من قبل صاحب الوحى -صلى الله عليه وسلم-، ولم يرد عنه في ذلك أصل يعتمد عليه، ولأنه خلاف المشاهد، فإنا نجد الريح ينتشر في داخل المسجد ويستمر في الهواء كانتشاره واستمراره خارج المسجد، والفقه في ذلك أنه مكروه تتأذى به الملائكة ككل ريح كريه.

ومن أوهامهم تعظيمهم الخبز ونحوه بتقبيله عند ما يطلب تعظيم نعمة الله تعالى أو شكره عليها، وكذا عند التقاطها من الأرض إذا وجدت مطروحة فإنه لم يشرع تقبيل شيء من الجمادات سوى الحجر الأسود.

ومن خرافاتهم عندما يصاب إنسان أو حيوان بنظرة العين ثم يرقونه بالشب على النار، اعتقادهم أن الشب يتمثل بصورة العائن فيقلعون عين هذا التمثال زاعمين أن ذلك يصرف السوء عن المعيون، وإذا عرف العائن لهم احتالوا للحصول على قطعة من ثيابه وحرقوها زاعمين أن ذلك أيضًا يبطل أثر العين.

ومن خرافاتهم أن بعضهم يضع شيئًا من الخبز والملح والماء مع الميت في القبر عند دفنه زاعمين أنه يتناول منه مع الملائكة فتكرمه عند السؤال.

ومنها غرز المسامير في نحو شجرة السدر تكون بجانب الولى زاعمين أن ذلك يشفى من مرض الصداع، وكثيرًا ما يعلقون شيئًا من شعورهم أو ثيابهم بتلك المسامير رجاء الشفاء من المرض، وغنى عن البيان أنه لا مناسبة بين غرز المسامير في الشجرة وبين صداع الرأس، والمعقول ما يعالجه به الأطباء من استعمال الملينات ولطيف الأغذية.

ومن أوهامهم تسمية المولود بغير اسمه ويكون اسمًا منحطًا ليعيش كأن يسموه بلبع أو بعجر أو صربع أو جعلص، وهذا ممَّا يجعله هزوًا وسخرية في نظر الصغار والكبار، فينشأ على الخفة والسقوط، وكذا الشحذ على الأطفال في مثل موسم عاشوراء لذلك أيضًا، وكذا وضع خلخال من الحديد في رجليه يصنعه حداد ابن حداد.

ومنها إذا أصيب الطفل بالنظرة مثلًا تأتى أمه بقطعة من الشب ورماد الفحم البلدي مثلا وقطعة من النقود وتجعل الجميع في خرقة بيضاء

<<  <   >  >>