العادة أو النذر يأتيهم في المنام يطالبهم بالوفاء به، وأنَّه يضايق من قطع نذره في منامه، ويركب على نفسه ولهم في ذلك حكايات وأحلام يتحدثون بها في المناسبات.
وكل هذه ضلالات وأوهام لا أصل لها، ولكن أوحى بها إليهم شياطين الأضرحة الذين لا يرون العيش والارتزاق إلا من النذور التى تأتيهم من العامة بهذه الوسيلة القبيحة.
ولكى يتم لهم اصطياد البسطاء جعلوا لكل ضريح يومًا مخصوصًا لزيارته يسمى عندهم بالحضرة ورتبوها متفرقة على أيام الأسبوع ليتسنى للناس جميعًا حضور هذه الحفلات وأعياد الأضرحة فتكثر العوائد، وكل ذلك محدث لا أصل به.
فإن قال قائل: إن العامة يرون حقيقة هذه الأمور من تجربتهم إيَّاها ووقوع ما يكره وقوعه عند فعل شيء أو تركه (قلنا): نعم، يقع المكروه ولكن الخطأ في اعتقادهم أنه يتسبب عن الفعل أو الترك (وإنما) يقع بشؤم المخالفة للسنة والتدين بالبدعة، فعوملوا بالضرر الذى يتوقعونه، وقد شاء الحكيم سبحانه وتعالى أن المكروهات لا تندفع إلا بالامتثال لأوامر الشرع الشريف.
ففى الأثر عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه:"لا ينزل البلاء إلا بذنب ولا يرتفع إلا بتوبة" فكان وقوع ذلك لهم بسبب مخالفتهم لما أمروا به جزاءً وفاقًا.
ومن أوهامهم العامة اعتقادهم أن أهم أعمال الحج زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويرون أن من حج ولم يزر القبر الشريف يكون حجه ناقصًا أو غير مقبول، بل منهم من يزعم أن الحج هو الزيارة لا يتصور غيرها، وفساد ذلك غنى عن البيان وغاية الأمر أن الزيارة مندوب إليها.
ومن أوهامهم اعتقاد الكثير منهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يزور النبات المسمى (بالصبارة) كل ليلة جمعة.
ومنها أن السلحفاة أصلها امرأة أنكرت الرحا من جارتها فمسخها الله إلى هذه
الصورة، والمعقول أنها حيوان خلق ابتداء هكذا كباقى أنواع الحيوان.
ومنها اعتقادهم إذا خرج من الإنسان ريح في المسجد أن الملك يتلقاه