من أجل أن أُمه كانت تركته حده قبل السبوع، وهذا الوهم مشكل وغير مفهوم.
ومن أوهامهم صعود المرأة العقيم أو التى تأخر حملها على المنارة زاعمين أن ذلك يورث الحمل، وقد يصعد معها مؤذن فاسق وأنَّه من المخازى الوخيمة التى تأباها الغيرة والمروءة.
(وجملة القول) أن معظم ما يقع من النساء ممَّا يتعلق بالحمل والوضع والأولاد من بقايا الجاهلية الأولى، ساعد على قبوله وبقائه إلى اليوم الجهل والوهم، والمانع أيضًا من ترك تلك السخافات الجهل والوهم، وإذا اتحد السبب والمانع في الشئ الواحد فقد استحكم الداء وعزُّ الدواء.
ومن أوهامهم أن بعض النساء أيام الحيض يكتلن القمح ولا غيره من الطعام، بل ولا تحضر موضعه هن أجل حيضها، وهذا من عادات اليهود، فقد كان من شرع موسى -عليه السلام- الاحتراز العظيم عن المرأة حال حيضها بإخراجها من الدار، وهذا منسوخ بشريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
ومن أوهام العامة اعتقادهم في كثير من أضرحة الأولياء اختصاصات كاختصاصات الأطباء، فمنهم من يذهب بالأطفال الرضى إلى بعض الأضرحة ويلقونهم فيها يوم الجمعة من الزوال إلى الفراغ من صلاتها يحبسونهم في الأضرحة ويتركونهم فيها يبكون ويصيحون ويبولون ويتغوطون على قبر ذلك الولى .. هكذا يفعلون ثلاث جمع فيشفى، ومنهم من يزعم في ضريح سيدى مسعود الجارحى بمصر القديمة، وضريح المغربى ببولاق رحمهما الله أن زيارتهما على شروطها المعهودة تقى من أمراض الجان، وأن من أصيب بمس أو غيره يبرأ بزيارتهما، وعندهم من الأضرحة ما ينفع في مرض العيون، ومنها ما يشفى من مرض الحمى،
ونساء مصر يعتقدون أن زيارة ضريح المغاورى يشفى من العقم.
بل في الناس عن يخاف من غضب الولى عليه إذا هو تخلف عن حضور مولد ذلك الولى كعادته، أو قطع نذره السنوى عن وضع نقد في صندوقه أو حيوان يذبحه باسمه وعلى مدده، وكثيرًا ما يزعمون أن الولى صاحب