للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تتعلق الأم بباب البيت مفرطحة رجليها بجانبي الباب، ثم تمر العروس من تحتها زاعمين أنها بذلك تعيش مطيعة لها لا تخالف لها أمرًا.

ومن أوهامهم وضع البصل تحت رأس النائم وتعليقه على الأبواب يوم (شم النسيم) زاعمين أنه يذهب عنهم الكسل والوخم.

ومن أوهامهما تشاؤمهم من الدخول بنحو اللحم أو الباذنجان أو البلح الأحمر أو الذهب على المرأة في أيام نفاسها زاعمين أن ذلك (يكبسها) ويمنع من نزول اللبن للرضيع وكذلك أيضًا مقابلة النفساء لمثلها قبل نهاية شهر الوضع.

ولهم في الخلاص من هذه الكبسة والتحفظ منها تعاليق وخرزات تقدمها القابلات للوالدات، وتسمى تلك التعاليق بالشاهرة وهى التى تبيعها في أرض مصر نساء (الغجر) وكل قابلة عندها واحدة من هذا النوع، فإذا انكبست الوالدة تأتيها القابلة بهذه المشاهرة فتخطيها أولًا ثم تضعها في شيء من الماء لتغتسل به وقت صلاة الجمعة تفعل ذلك ثلاث مرات في ثلاث جمع فتزول الكبسة وينزل لبنها.

ولا يخفى أن ذلك غير معقول إذ لا مناسبة بين هذه المشاهرة وبين اللبن الذى في جسم المرأة، وتأخر اللبن ناشئ من تسلط الوهم على الوالدة فتختل منه الدورة الدموية، فإذا عملت المشاهرة تطمئن فتنتظم الدورة الدموية ويدر اللبن، فهذا وهم قد زال بوهم مثله.

ومن أوهامهم أن النفساء إذا لقيت مثلها قبل شهر الوضع وحملت إحداهما قبل الأخرى تعتقد التى تأخر حبلها أن التى سبقتها بالحبل هى التى كبستها فتأخر

حملها، ولكى تحمل تطلب منها أن تجرح لها أصبعًا من أصابع يديها لتلحس دمها، وبذلك تزول الكبسة وتحمل، ونعوذ بالله من الجهل وسلطان الوهم على هذه العقول الناقصة.

(ومن أوهامهن) أن الوالدة لا يصح لها أن تفارق موضع الولادة مدة أسبوع، ولا أن تترك المولود وحده فيه يزعمن أنها إن تركته وحده (ينبدل): أي أن الجن تأخذه وتأتى بغيره، وإذا أصيب المولود بنحول في السنة الأولى تقول النساء: إنه مبدول أو موحود، أي أن ذلك النحول

<<  <   >  >>