الوراثة ولمعرفة المصاب منهما بذلك يحلل دمهما الطبيب المختص، ومتى تعين المصاب به منهما عولج بالحقن المعروفة، وكثيرًا ما نجح هذا العلاج وعاشت الأطفال.
(ومن أوهام العامة): التى منشؤها عدم العلم والجهل بالحقائق أنه إذا اختلج حاجب أحدهم مثلًا، وذكر ذلك لأحد أصحابه يقول له: إن اختلاج الحاجب يدل على إصابة خير كثير على رأى بعضهم، وعلى شرف عال عند البعض الآخر فيصادف هذا الكلام أذنًا واعية وشكرًا يذكر، وفات هؤلاء أن اختلاج الأعضاء بحركة الجسم منشؤه احتقان البخارات في داخله وطلبها المنفذ، وقد يكون من تغير الدم ولا ارتباط له بخير أو شر.
ومنها تجنب السفر في بعض الأيام زعمًا منهم أنها نحس، كما أنهم يتحاشون أكل السمك واللبن أو لا يأكلون الألبان في يوم الأربعاء، وكل هذا لا أصل له، وإذا قيل لهم في ذلك قالوا: هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
ومنها أن بعض الأغنياء يقضى جل عمره وراء تحويل النحاس إلى ذهب، ولهم ولع كبير في البحث عن كتب الكيمياء وغيرها لأمل كاذب في نفوسهم حتى
أن بعضهم ليضيع ماله وعمره، ولكن لا يضيع أمله في صحة معتقده في تحويل النحاس إلى ذهب، وكل هذا لغشاوة الجهل والغرور المنتشرة على أبصارهم وبصائرهم، ولو اتجه فكرهم هذا إلى عمل مفيد كتحويل الجهالة المظلمة من بين الأمة إلى النور والعلم ما كنا على ما نحن عليه اليوم من التأخر والانحطاط يزين لهم ذلك جماعة من الدجالين الشياطين كما زينوا لهم استخراج كنوز الأرض بالبخور والعزائم، ورد الضائع بالمندل.
وحوادث الدجالين مع الدهماء في هذا وأمثاله كثير منتشرة في المدن والقرى حتى ضجت منها الأرض والسماء، ومع ذلك لا يزال البسطاء من الرجال والنساء يقعون في حبائلهم، ولا تزال الحكومة تطاردهم، وتذيقهم ألوان العذاب.
ومنها أن بعضهم إذا أراد الزواج يذهب إلى المنجم مثلًا ليحسب له النجم ليعرف الموافقة أو عدمها.