للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشفاء من جهة أن روث الحمار وبول الإنسان حار ساخن، وهذا بدل (المكمدات) الساخنة التى تصنع من محلول البابونج التى ينصح بها الطبيب المختص، فأين هذا المكمدات القذرة النجسة من النظيفة الطاهرة.

ومثلًا إذا أصيب الطفل (بالسعال الديكى) يصف النساء لأمه أن تذهب به إلى غنام ابن غنام قد أكل لحها الذئب ليعض رقبته وحلقومه مرة بعد أخرى وهو يعوى عواء الذئب، يزعمون أن في ذلك الشفاء، أو تذهب به إلى جزار ابن جزار، لكى يموه عليه بجر المدية على حلقه فيشفى، وهو عمل من لا عقل له والمعقول في دواء السعال الديكى نقل المصاب إلى الجهات الجافة ذات الهواء النقى مع التخفيف من الغذاء.

ومن أوهامهم أنه إذا أصيب الطفل بمرض الكساح ويسمى عند الأطباء (لين العظام) تذهب به أمه مثلًا يوم الجمعة وتضعه على باب المسجد مقيد الرجلين بحبل من الصوف، وفى حجره شيء من المطعومات، فإذا خرج أول إنسان من المسجد

عقب الصلاة طلبت منه أم الطفل أن يحل قيده، قائلًا: (ربنا يا بنى يحل قيدك) ويأخذ ما في حجره، يفعل ذلك ثلاث جمع فيبرأ من الكساح ويمشى.

والصواب أن يعرض الطفل لأشعة الشمس مكشوف البدن ما عدا الرأس كل يوم ساعة على الأقل مع تنظيم الغذاء الجيد الخفيف، كالشعرية واللبن الزبادى والجبن الطازة.

ومن أوهام النساء أن يؤتى للمرأة التى تموت أولادها -وتسمى عندهم (مقرونة) أي أن القرينة وهى أختها من الجن تصيب أولادها في زعمهن -بفرخة سوداء (من غير إشارة) وتذبح وتنظف ثم يعمل لها حفرة في الموضع الذي نزل فيه المولود تمامًا وتدفن بحالها في تلك الحفرة مع خلاص المولود عقب الوضع، وذلك ليعيش المولود ولا تتعرض له القرينة، وكأنهن يزعمن أنهن قد صالحن القرينة بهذه الدجاجة بدل المولود، وهذا عمل مقدس عندهن يعتقدن أنه مفيد مجرب ضامن لحياة الولد، نعوذ بالله من تسلط الأوهام، وخفة الأحلام.

والمعقول في موت الأطفال إذا كثر وتكرر ما قرره كبار الأطباء من أن منشأه إصابة أحد الأبوين بالزهرى (التشويش) وقد يكون من طريق

<<  <   >  >>