وللفقراء وراء ذلك خرافات كثيرة في ليالى المواسم (منها) ما يتحدثون به ليلة العشر من المحرم من أنه تهبط بغلة من السماء حاملة لكثير من الجنيهات لصاحب النصيب، فيأمر الأب ابنه والأم ابنتها بالدعاء إلى الله تعالى لتكون من نصيبهم، فيحلم هؤلاء أحلامًا يقصها بعضهم على بعض في الصباح لاشتغال أرواحهم بهذا الهذيان.
ومن خرافاتهم اعتقادهم حال خسوف القمر، فإنهم يأمرون أولادهم بالقرع على النحاس أو الصفايح يقولون كلمات جاهلة لا قيمة لها، ويزعمون أن الشمس أيضًا يجرها الملائكة على عجل، وأنها تغرق في البحر فيبتلعها الحوت.
وكل هذا لا أصل له إلا الجهل، وما يحكى أن فلكيًّا أنبأ أحد الأمراء بخسوف القمر في ساعة معينة فلم يعتقد نبأه واتهمه بالزندقة وتوعده بالموت إن ظهر كذبه
ووعده بجزيل العطاء إن صدق نبؤه، فلما خسف القمر كان الأمير نائمًا فأراد حيلة لإيقاظه ليشهد الحال نفسه، فقال للناس: إن الحوت يبتلع القمر فاضربوا الطبول وأحدثوا ضجة شديدة ليجفل ويترك القمر، فلما فعلوا ذلك استيقظ الأمير وشاهد القمر مخسوفًا فكافأ الفلكى، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ والمطلوب شرعًا في مثل هذا الحادث الصلاة، وكثرة الاستغفار، والابتهال إلى الله تعالى في كشف الكرب.
ومن هذا القبيل القرع على النحاس ونحوه آخر يوم من رمضان عند غروب الشمس، يأمرون بذلك أولادهم، ويعلمونهم كلمات يقولونها حالة القرع تختلف باختلاف عقلية البلاد، يزعمون أن ذلك يطرد الشياطين التى هاجت في هذا الوقت لخروجها من السجن وخلاصها من السلاسل التى كانت مقيدة بها في شهر الصوم، قاتل الله الجهل.
ومن التأخر أن بعضهم يعتمد في مداواة الأمراض على علم معروف لديهم (بعلم الركة) وكله مستوصفات منها النافع المعقول، ومنها الضار الذى لا يعقل مثلًا إذا مرض الإنسان بعينيه يأمرونه أن يضع عليها روثة حمار أسود (من غير إشارة) وأحيانًا يضيفون عليها العسل الأسود أو يضع فيهما بول إنسان يكون (بكرى أمه وأبيه) ويجوز أن يحصل