للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشوب بحسد يحصل للمنظور إليه ضرر بعادة أجراها الله تعالى.

وهل هناك جواهر خفية تنبعث من عينه تصل إلى المعيون كإصابة السم من نظر الأفعاء أو لا؟ ذلك أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا بنفيه. قال ابن العربى: والحق أن الله تعالى يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم

أو هلكة: وقد يصرفه الله عَزَّ وَجَلَّ قبل وقوعه بالرقية.

وفي البخارى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العين حق": أي الإصابة بها ثابتة موجودة، وزاد مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين" وهى كالمؤكدة لقوله: "العين حق" وفيها تنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذوات. والمعنى: لو فرض أن شيئًا له قوة بحيت يسبق القدر كان العين لكنها لا تسبق فكيف غيرها وفى ذلك رد على طائفة من المبتدعة حيث أنكروا إصابة العين، وعن أُم سلمة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة" رواه البخارى، والسفعة بفتح السين وسكون الفاء بعدها عين مهملة: سواد أو حمرة يعلوها سواد أو صفرة. والمراد هنا أن السفعة أدركتها بسبب النظرة وإصابة العين "واسترقوا لها" بسكون الراء: اطلبوا من يرقيها.

هذا هو الذى يصح اعتقاده والعمل به -وغيره لا خير فيه- وممَّا ينفع لدفع شر العائن أن يشغله الإنسان عند اللقاء قبل التمكن منه بكلام ولو بالمبالغة في تحيته وإظهار المودة له، ومن رأى شيئًا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلَّا بالله لم يضره.

وأما تعليق الحفائظ المشتملة على شيء من كتاب الله تعالى أو اسم من أسمائه -عَزَّ وَجَلَّ- فقد تكفلت به كتب الفروع فارجع إليها إن شئت ولكن هذه الفاتحة وأين عمر.

ومن سوء تصرفات الأُمهات أنه إذا بكى الولد أو أراد الخروج من البيت ليلعب تخوفه أُمه وتحذره (السماوى) أو المغربي لئلَّا يأخذه عنده ليعلقه من فوق دست ماء يغلى على النار ويصفى دمه، كذا تخوفه

<<  <   >  >>