بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات، قالت عائشة رضي الله عنها: فلما اشتكى كان يأمرنى أن أفعل ذلك به"، وفى
الصحيحين: "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث"، قيل للزهرى أحد رواة هذا الحديث: كيف ينفث؟ فقال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه، والنفث شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل وقد نفث الراقى من باب ضرب ونصر.
والمعوذات بكسر الواو الراد بها الفلق والناس والإخلاص من باب التغليب أطلق على الإخلاص اسم التعويذ لوقوعها مع المعوذتين.
وعن عثمان بن أبى العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ضع يدك على الذى تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" رواه البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى، وعند مالك: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد" قال: ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلى وغيرهم.
وعن محمد بن سالم قال: قال لي ثابت البنانى: "يا محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكى ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعى هذا، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترًا، فإن أنس بن مالك حدثنى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثه بذلك" رواه الترمذى، وأخرج ابن سعد وابن ماجه والحاكم وابن مردويه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودنى فقال: "ألا أرقيك برقية رقانى بها جبريل؟ " فقلت: بلى بأبى أنت وأمى، قال: "بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد" فرقى بها ثلاث مرات. ورقيته أرقيه من باب رمى رقيًا: عوذته بالله والاسم الرقيا على فعلى والمرة الرقية والجمع رقى كمدية ومدى، ورقيت في السلم وغيره أرقى من باب تعب رقيا ورقيا وترقى مثله، وروى البخارى أيضًا عن عائشة رضى الله عنها قالت: "أمرنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -أو أمر أن- نسترقى من العين": أي بسببها، وذلك أن المعيان -الحسود- إذا نظر لشئ نظر استحسان