للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أزواجهن. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

فهذه الأحاديث ونحوها صريحة في النهى عن تعليق الخرز والودع والخيوط المعقودة، وأن الصحابة ومن بعدهم رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يتحاشون عن ذلك ويحاربون مثل هذه الأوهام التى لا قيمة لها فضلًا عن مساسها بالعقيدة، والواقع أن هذه الأمور من أعمال الجاهلية وسائر الشعوب الهمجية التى استحوذت عليها الخرافات والأوهام والتى أبطلها الشارع وأنكرها الصحابة.

فمن لنساء هذا الزمان وبعض البسطاء بأمثال هؤلاء المجاهدين الناصحين ينقذونهم من وهدة الجهل إلى ذروة العلم، ويبينون لهم الدين الصحيح، ويحببونهم في الاعتماد على الله، والتفويض إليه، على معنى أن يثق العبد بوعد مولاه تعالى، ويوقن بأن قضاءه واقع، ولا يترك تعاطى الأسباب العادية المشروعة فيما لابد منه من نحو مطعم ومشرب ولباس وتحرز من عدو بإعداد السلاح، وإحكام الحصون، وإغلاق الباب، لكنه مع ذلك لا يركن بقلبه إلى الأسباب، بل يعتقد أنها لا تجلب نفعًا ولا تدفع ضرًّا، بل السبب والمسبب فعله والكل بمشيئته تعالى لا إله إلا هو، فإن إهمال الأسباب فيما لابد منه للحياة منقصة وجهالة، والاعتماد عليها وحدها سفه وضلالة، نسأل الله تعالى التوفيق والهداية.

وأما الطب بالرقى والاستشفاء من الآلام بالعزائم والتحصن بها من العين فذلك مأذون فيه من صاحب الشرع الشريف، إذا كان ذلك بلفظ عربى مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى، أما الرقى والعزائم بغير اللفظ العربى الذى لا يدرى ما هو، ويجوز أن يكون دالًّا على سحر أو كفر، فهذا حرام شرعًا كما صرح به الخطابى والبيهقى وغيرهما واستدل له الشيخ ابن عبد السلام بأنهم لما سألوه -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك قال: "اعرضوا عليَّ رقاكُم".

وسبب ذلك ما قالوه من أن ذلك المجهول قد يكون سحرًا أو كفرًا، من ذلك دعاء أوله: لمخيثًا، وشمخيثًا، ويا غليهوش، كشهشطليوس، قطيهوج، وطحيطمغيليال برهيم، يا لوش، هميالوش، طياروش، طلوش، طلش، عجريش، وهليش، مراهيش؛ وهى وايم الحق دعوات مجهولة

<<  <   >  >>