والصخرة على قرن ثور والثور على حوت والحوت على البهموت وإلى البهموت وقف علم الخلائق، فإن مثل هذا من الأمور المغيبة عنا ولا تعلم إلا من الشارع.
(ومن أوهام العامة): تعليق التمائم والحروز، والتميمة: خرزة كان أهل الجاهلية يعلقونها يرون أنها تدفع عنهما الآفات، كما كان لهم خيوط معقودة يربطونها على نحو الذراع حرزًا لهم من العاهات، واعتقاد هذا جهل وضلالة أبطله الشارع الحكيم ونهى عنه، إذ لا مانع إلا الله، ولا دافع للآفات والعاهات غيره تعالى.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه فال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له" رواه الإمام أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وعن عيسى بن حمزة قال: دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت: ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من علق شيئًا وكل إليه" رواه أبو داود والترمذى إلا أنه قال: فقلنا: ألا تعلق شيئًا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال: من صُفْر، فقال:"ويحك ما هذه؟ " قال: من الواهنة، قال:"أما إنها لا تزيد إلا وهنًا انبذها عنك فإنك لو مت وهى عليك ما أفلحت أبدًا" رواه أحمد وغيره. الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها فيرقى منها، وقيل: مرض يأخذ في العضد وربما علق عليها جنس من الخرز يقال لها: خرز الواهنة، وهى تأخذ الرجال دون النساء، وإنما نهاه عنها لأنَّه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الألم، فكانت عنده من التمائم المنهى عنها، كذا في "النهاية".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على امرأته وفى عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إن الرقى والتمائم والتولة شرك". التولة بكسر التاء وفتح الواو: شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه تفعله
المرأة ليحببها إلى زوجها، قالوا: يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها فما التولة؟ مال: شيء تصنعه النساء يتحببن إلى