للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمترجلات من النساء وفى رواية: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخارى، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل" رواه أبو داود بإسناد صحيح.

ومن العادات المحرمة: تبرج النساء في الطرقات بإظهار المحاسن وأنواع الزينة للأحانب لما فيه من الفتنة، والرجوع إلى عادات الجاهلية الأولى بعد أن هدم الدين الإسلامي قواعدها وأنار ظلماتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" رواه مسلم.

"كاسيات": تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارًا لجمالها ونحوه، وقيل: تلبس ثوبًا رقيقًا يصف دون بدنها. "مائلات": يمشين متبخترات. "مميلات": لأكتافهن، قيل: مائلات يمتشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا ومميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة. "رؤوسهن كأسنمة البخت": أي يكبرنها ويعظمنها بألف عصابة أو نحوها، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لم أرهما": أي في حياته صلى الله تعالى عليه وسلم، وهذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان بالمشاهدة في هذا الزمان.

وكان سيدنا علي رضي الله عنه يقول: يا معشر الرجال كفوا أبصار النساء بالحجاب؛ فإن شدة الحجاب خير لهن من الارتياب، وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به عليهن، فإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل. وكان الحسن البصرى رحمه الله يقول: لا تدعوا نساءكم يخرجن إلى الأسواق فيزاحمن العلوج، قبح الله من لا يغار. والعلوج: الرجال الفجار.

وكأن الناس في هذا الزمان فقدوا الإباء والشمم والحمية والغيرة، ترى الرجل على ما به من الوجاهة وجمال المظهر يتقهقر ضعفًا وجبنًا في مثل هذه المواقف التى تتطلب رجولة وشهامة.

<<  <   >  >>