وردت السنة ولم يكن لقصد الزينة ثم بعد ذلك إن حصلت زينة فقد حصلت في ضمن قصد مطلوب فلا يضره إذا لم يكن ملتفتًا إليه، وأهل الورع يتحرزون عن مثل هذا.
ومن العادات الفاشية: صبغ اللحية بالسواد فذلك مكروه عند عامة المشايخ وبعضهم جوزه وهو مروى عن أبى يوسف، وأما الخضاب بالحمرة أو الصفرة فهو سنة الرجال وسيماء المسلمين، فعن جابر رضي الله عنه قال: أتى بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "غيروا هذا واجتنبوا السواد" رواه مسلم. والثغام: كسلام نبت يكون بالجبال غالبًا إذا يبس ابيض، ويشبه به الشيب، وقال ابن فارس: شجرة بيضاء الثمرة، وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم" متفق عليه. والمراد خضاب شعر الرأس، واللحية الأبيض بصفرة أو حمرة، وأما السواد فمنهى عنه -مكروه- كما علمت إلا في الجهاد، وأول من خضب به من العرب عبد المطلب، ومن غيرهم فرعون لعنه الله.
ومن العادات المحرمة: التشبه بالنساء في الأناشيد أو المشى أو اللباس كما يكون من المخنث وهو الذى يتكسر في كلامه ومشيته؛ ولم يكن ذلك خلقيًّا فيه. وقد شاعت هذه البدعة بين الشبان والأحداث فتراهم في الطرقات أو المجتمعات يتناشدون بأناشيد سمعوها من أفواه النساء في بيوت الفسوق (كالتايترو) وقهاوى الرقص، ويمثلون ما يشاهدون من أنواع الخلاعة في الأفراح من الطبال (الخلبوص) ومن المخزى أنك تسمع لهؤلاء الشبان نغمات رقيقة تلذ لها نفوس الفاسقين، وربما لا تستطع النساء محاكاتها؛ فأين هؤلاء ممن كانوا يتناشدون أشعار الحماسة وكلمات الفخر والمروءة وما يغرس في النفوس التمسك بالدين وحب الفضيلة.
وقد جاء الشرع الشريف بتحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك: فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المخنثين من الرجال