ثم خلق منه نسله، والشيطان كل عات متمرد من إنس أو جن أو دابة، والحق والشياطين والعفاريت في نسان الشرع أجسام حية نارية غير مركبة قادرة على التشكل بأى شكل كان وعلى أن تنفذ في الأجسام نفوذ الهواء المستنشق، مكلفون منهم المؤمن والكافر والخير والشرير، وإن المؤمن منهم يثاب والعاصى يعذب بالنار؛ ووجود هذا النوع مقطوع به يدل عليه الكتاب والسنة، ولك أن تقول حيث إن المتكلمين يقولون: إن الجن أجسام خفية لا ترى فيصح أن يقال: إن الأجسام الخفية التى عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى بالميكروبات يصح أن تكون نوعًا من الجن وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض.
ومن العادات السيئة في المعاشرة والعادات اتخاذ فريق من العاطلين الفتيا في مسائل الطلاق تجارة لهما، ومنهم من وقف نفسه لذلك، ولهم سماسرة يجمعون لهم المطلقين والمطلقات، وأولئك هم شر البرية، قد اتخذوا آيات الله هزوًا، وأولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة.
تراهم لا يدعون سؤالًا عن طلاق إلَّا ويجيبون عنه بحق أو باطل حسبما يهوى السائل، ومنهم من يتحيل عنى السائل حتى يعدل به عما وقع منه من ألفاظ الطلاق التى لم يكن لها مخلص إلى لفظ تكون الفتوى بحسبه، والعامى لا يفرق بين ما وقع منه وما عدل إليه.
ومنهم من يتحرى الأقوال الضعيفة أو الباطلة ممَّا نص العلماء على عدم جواز الفتيا به، ويحابون العامة خشية أن ينفلت من أيديهم أجر الفتوى الذى لا يمكنهم الإفتاء بدونه، ولا يبالى هؤلاء الشرار أن يعاشر الرجل امرأته على غير حكم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، بل على حكم ذلك الضال، ولا خلاف في عدم جواز أخذ الأجرة على جواب السائل عن مسألة دينية تعرض له، إذ الإجابة فريضة على العارفين وكتمان العلم محرم عليهم.
فأين هؤلاء من السلف رضوان الله تعالى عليهم الذين كانوا يخشون ربهم ويخافون مغية الإفتاء؟ فقد أخرج إين عبد البر في كتابه الجامع عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، لا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا. وعن محمد بن سليمان المرادى عن