على النساء بعد أن ألزمهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- يرعاية الحجاب الذى هو الضمان الوحيد للعفاف والطهارة خصوصًا في هذا الزمان الذى كثر فيه الفسوق والعصيان، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}(١)، وقال صلوات الله وسلامه عليه:"إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: " الحمو الموت" متفق عليه، استفهم الأنصارى عن الحمو وهو قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه، أيمنع من الدخول على النساء كما يمنع غيره من الأجانب الغرباء؟ فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن دخول الحمو على الزوجة أشد بلاء وأعظم فتنة من دخول غره؛ لأنَّه قد يستخدم صلته بالزوج في تنفيذ مقاصده السيئة ومآربه الخبيثة، وأن مثله في فك روابط الزوجية وإفساد نظام الحياة المنزلية كمثل الموت في إبطال حركة الأجسام وتفريق أجزاء الأبدان، ولقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكم شاهدنا من بيوت قد خربت بعد عمرانها، وأُسَر قد اختلت بعد تماسك وحدتها وحسن نظامها، وكم رأينا من محبة وصفاء قد تحولا إلى عداوة وجفاء.
ولم يكن لذلك من سبب إلا اختلاط الأجانب وأقارب الأزواج بالزوجات، فهل آن للمسلمين أن يستبدلوا الشك باليقين ويتبصروا في عاقبة التساهل ويأخذوا بآداب الدين ويتخلقوا بأخلاقه؟
هل آن لهم أن يفيقوا من سكرتهم ويتنبهوا من غفلتهم فيعلموا أن فلاحهم موقوف على الرجوع إلى أحكام دينهم وعلى العمل بسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-؟ هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل.
ومن العادات القبيحة في مصر أن تذهب نساء الفقراء بأبنائهن في شهر شعبان من كل سنة إلى عيادة الإمام الليث رحمه الله لأجل ختان الأبناء مجانًا على يد
طبيب هذه العيادة وبعد إجراء عملية الختان تركب هؤلاء الأمهات عربة نقل ويرتكبن عليها أمورًا تخالف الدين وتنافى الآداب، كالرقص والزغاريد والضرب على الطبلة والتصفيق الحاد مع الغناء بكلمات ساقطة، يأتين كل ذلك جهارًا نهارًا في الشوارع والطرقات العمومية بلا خجل ولا حياء ذهابًا وإيابًا، ويذلك وأمثاله صرنا أضحوكة في نظر الأجانب،