للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أصبحنا ونحن في تدهور أخلاقى وانحلال اجتماعى ينذرنا بأسوأ العواقب وأفدح الخطوب.

انظر إلى بيوت الأغنياء تجدها قد زالت عن أكثرها الصبغة الإسلامية حلت محلها العادات الفرنجية التى لا تتفق مع أحكام الدين ومحاسن آدابة في شيء، ولا تلتئم مع العفاف والصيانة بحال من الأحوال.

ترى ربة القصر هناك تخالط خدمها وحشمها وتظهر أمامهم بما يأمرها الدين بستره عن الرجال من حليها وزينتها، (والسيد الكريم) يرى ذلك ولا ينكره ولا يغار له، كأن الخادم في نظره جماد لا يهز قلبه سحر الجمال، أو معصوم عن الخنا لا يفتنه النظر إلى ربات الحجال، ترى سائقى العربات والسيارات وهم يذهبون بالعقائل المخدرات للرياضة في مختلف الأماكن اليعيدة، وليس هذا إلا خلوة بالأجنبيات يعدها الشرع الشريف من كبائر المنكرات.

ثم انظر إلى بيوت المتوسطين والفقراء تجد المرأة فيها تخالط أقارب زوجها وأولاد أعمامها وأخوالها وأولاد جيرانها، وقد تظهر أمامهم في ثيابها الرقيقة أو القصيرة حاسرة عن رأسها كاشفة عن ذراعيها صدرها (كأنها ليست من جماعة المسلمين) وربما ظهرت بهذا النظر الفاضح للسقاء واللبان والطحان والفران ولباعة الفواكه والخضروات المتجولين في الأزقة والحارات، وكان حقًا عليها (لو أنها حافظت على آداب دينها) أن تحتجب عن هؤلاء وأمثالهما اتقاء للفتنة، وتباعدًا عن الفساد والشر، فإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم في العروق، وقبيح أن تكون نساء المسلمين على هذا الحال بعد أن أوجب الله عليهن في كتابه الكريم أن يسترن زينتهن عن أنظار الرجال جميعًا ما عدا أزواجهن والمحارم من أقاربهن ومن يأمن فتنته من أتباعهن ومماليكهن، قال تعالى: { … وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ

أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ … } (١).

وأقبح من ذلك أن يجترئ الرجال على انتهاك حرمات الله تعالى بالدخول


(١) [سورة النور: الآية ٣١].

<<  <   >  >>