(ومن سيئ العادات): إضاعة الناس الأوقات الفاضلة واشتغالهم بالبطالة كما يكون منهم في ليالى شهر رمضان، فإنهم يلهون فيها بالسمر، وكله غيبة ونميمة، وقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا دخل عليهم ذلك الشهر تناكر بعضهم من بعض حتى إذا فرغوا اجتمعوا وأقبل بعضهم على بعض.
فعن بعضهم أنه كان يقول إذا دخل رمضان: ما على أحد إلا أنا يقول: الليلة ليلة القدر، فإذا جاءت ليلة أخرى قال: الليلة ليلة القدر.
وكان ابن عون إذا جاء شهر رمضان جاء برمل فألقاه في المسجد ثم يقول لبنيه: ما تبتغون بعد شهر رمضان، وكان لا ينام، وكانوا رضي الله عنهم يشغلون
ليالى رمضان بالقيام فكان القارئ يقرأ بالمئتين حتى كانوا يعتمدون على العصى من صود القيام.
وعن الحسن رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب أمر أُبى بن كعب رضى الله عنهما فأمهم في رمضان فكانوا ينامون ربع الليل ويقومون ربعيه وينصرفون بربع لسحورهم وحوائجهم، وهكذا كان -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دخل رمضان أيقظ أهله وجد وشد المئزر" متفق عليه.
فانظر إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنة سلف الأمة كيف كانوا يتعرضون لنفحات الرحمن في أوقات الرضوان فيجدون في عبادة الله ويكثرون من قراءة القرآن ومن استماعه، ولكن في الصلاة التى هى أفضل القربات لا على الوجه المبتدع اليوم من قراءته بألحان وعلى طريق الغناء، ومع التشاغل عن سماعه وشرب الدخان وكثرة اللغط وإجلاس القارئ في مكان مبتذل.
وعن عبس الغفارى رضي الله عنه أنه تمنى الموت، فقال له ابن أخيه: لم تتمنى الموت وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا تتمنوا الموت فإنه يقطع العمل ولا يرد الرجل فيستعيب "؟ قال: إنى أخاف أن يدركنى ست سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرهن:" الجور في الحكم، والتهاون بالدماء، وإمارة السفهاء، وقطيعة الرحم، كثرة الشرط، والرجل يتخذ القرآن مزامير يغنى القوم، والقوم يقدمون الرجل ليس بخيرهم ولا بأفقههم فيغنيهم بالقرآن " رواه غير وأحد من طرق بألفاظ مختلفة وقد