للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ أَنّهُ سُئِلَ عَنْ النّشْرَةِ لِلّذِي يُؤْخَذُ عَنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ لَمْ يُنْهَ عَنْ الصّلَاحِ، إنّمَا نُهِيَ عَنْ الْفَسَادِ، وَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ. وَمِنْ النّاسِ مَنْ كَرِهَ النّشْرَةَ عَلَى الْعُمُومِ، وَنَزَعَ بِحَدِيثِ خَرّجَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا: أَنّ النّشْرَةَ مِنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ، وَهَذَا- وَاَللهُ أَعْلَمُ- فِي النّشْرَةِ الّتِي فِيهَا الْخَوَاتِمُ وَالْعَزَائِمُ، وَمَا لَا يُفْهَمُ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْعَجَمِيّةِ «١» ، وَلَوْلَا الْإِطَالَةُ الْمُخْرِجَةُ لَنَا عَنْ غَرَضِنَا لَقَدّرْنَا الرّخْصَةَ بِالْآثَارِ، وَهَذَا الْقَدْرُ كَافٍ، وَاَللهُ الْمُسْتَعَانُ. وَكَانَتْ عُقَدُ السّحْرِ أَحَدَ عَشَرَ عُقْدَةً، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى الْمُعَوّذَتَيْنِ أَحَدَ عَشَرَ آيَةً، فَانْحَلّتْ بِكُلّ آيَةٍ عُقْدَةٌ «٢» ، قَالَ تَعَالَى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَلَمْ يَقُلْ النّفّاثِينَ، وَإِنّمَا كَانَ الّذِي سَحَرَهُ رَجُلًا «٣» وَالْجَوَابُ: أَنّ الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ إسْمَاعِيلُ القاضى،


(١) من يتأمل فيما قيل عنه إنه رقى شرعية يجد دعاء إلى الله سبحانه. فلم نسمى هذه الدعوات الطيبات نشرات أورقى؟ وللاسمين ما لهما من إيحاء غير طيب بل إيحاء يغلب أن يكون خبيثا، بل إن الكثير من الرقى هو عين الشرك. فلنقل: إن المفروض هو الدعاء، بدلا من القول: إن الرقى أو النشرات مباحة، فننزع بالناس إلى اتخاذ أحط وسائل الشرك قربا إلى الله!!
(٢) هذا مما روى بلا إسناد، وفى حديثه نكارة وغرابة، ورغم هذا ففى الحديث أنها أثنتا عشرة عقدة!! أما الآيات، فإحدى عشرة!!.
(٣) يقول بعض المفسرين قولا طيبا: المراد بالنفث فى العقد: إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعار من تليين العقدة بنفث الريق ليسهل حله. ويقول الشيخ حامد الفقى رحمه الله تعليقا على تفسير ابن القيم للمعوذتين «النفث الذى يليق بعظمة بلاغة القرآن، وفخامة أسلوبه: هو نفث المفسدين سمومهم بالكذب والغيبة والنميمة وقالة السوء، فى عقد الصلات بين الناس، حتى يفكوا عرى-

<<  <  ج: ص:  >  >>