للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَالْأُخْذَةُ الّتِي أُخِذَهَا رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ هَذَا الْفَنّ، إنّمَا كَانَتْ فى بعض جوارحه دون بعض «١» .

وأما قوله سبحانه: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فإنه قد روى أنه كان


(١) نعرض هنا بعض روايات الحديث. روى الإمام أحمد بسنده عن زيد ابن أرقم قال: سحر النبى- صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أياما، قال: فجاءه جبريل فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، وعقد لك عقدا فى بئر كذا وكذا، فأرسل إليها من يجىء بها، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فاستخرجها، فجاءه بها، فحللها، قال: فقام رسول الله «ص» كأنما نشط من عقال، فما ذكر ذلك اليهودى، ولا رآه فى وجهه حتى مات. ورواه النسائى عن هناد عن أبى معاوية محمد بن حازم الضرير. ويثبت الحديث أن رسول الله «ص» اشتكى أياما لكن لم يذكر ما اشتكى منه، ولا تحدث عن المشط والمشاطة ولا شىء مما ورد. ويقول ابن الأثير عن التعبير بكأنما نشط من عقال أن التعبير بنشط ليس بصحيح، والصواب: أنشط يقال: نشطت العقدة إذا عقدتها، وأنشطتها وانتشطتها: إذا حللتها.. أقول: وهذا التعبير يؤكد أن ما أصاب النبى «ص» كان يشمل كل جسده. أما البخارى فيروى بسنده عن عائشة قالت: كان رسول الله «ص» سحر حتى كان يرى أنه يأتى النساء، ولا يأتيهن. قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا. فقال يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتانى فيما استفتيته فيه. أتانى رجلان فقعد أحدهما عند رأسى، والآخر عند رجلى، فقال الذى عند رأسى للآخر. ما بال الرجل؟ قال مطبوب «المطبوب: المسحور» قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن أعصم، رجل من بنى زريق حليف اليهود، وكان منافقا، قال: وفيم؟ قال: فى مشط ومشاطة. قال: وأين؟ قال: فى جف طلعة ذكر تحت رعوفة فى بئر ذروان. قالت: فأتى البئر، حتى استخرجه. فقال: هذه البئر التى أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤس الشياطين، قال فاستخرج، فقلت: -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- أفلا تنشرت، فقال: أما الله فقد شفانى، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا» ، وأسنده من حديث عيسى بن يونس وأبى ضمرة أنس بن عياض، وأبى أسامة، ويحيى القطان، وفيه قالت: حتى يخيل إليه أنه فعل الشىء، ولم يفعله، وعنده، فأمر بالبئر، فدفنت، وذكر رواية عن هشام أيضا ابن أبى الزناد، والليث بن سعد، وقد رواه مسلم من حديث أبى أسامة حماد بن أسامة، وعبد الله ابن نمير، ورواه أحمد عن عفان عن وهب عن هشام به، ورواه الإمام أحمد أيضا عن إبراهيم بن خالد عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: لبث النبى «ص» ستة أشهر يرى أنه يأتى ولا يأتى، فاتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، وذكر تمام الحديث. وفى بعض الروايات ورد أن الرسول «ص» أرسل عليا والزبير وعمار ابن ياسر. وأنهم وجدوا فيه وترا معقودا فيه اثنا عشر عقدة مغروزة بالإبراة، فأنزل الله السورتين، افجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة. ورواية البخارى ومسلم. لم تتحدث عن جبريل، وإنما عن رجلين.، ثم هى تؤكد أنه «ص» كان مطبوبا، أى مسحورا. وأنه كان يرى أنه يأتى النساء، ولا يأتيهن، وأنه أبى الرقية: ورواية أحمد عن إبراهيم بن خالد تثبت أنه ظل ستة أشهر يرى أنه يأتى، ولا يأتى. كما تجد فى بعض روايات الحديث ما يفيد أن الرسول «ص» أرسل من يجىء بالسحر، وفى غيرها ضده. هذا والسحر- كما يقول الراغب- يقال على معان، الأول: الخداع وتخييلات لا حقيقة لها نحو ما يفعله المشعبذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأجماع، وعلى ذلك: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ.. الثانى استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه كقوله: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ؟ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ وعلى ذلك قوله: وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ. والثالث: ما يذهب إليه الأغتام، وهو اسم لفعل يزعمون أنه من قوته يغير-

<<  <  ج: ص:  >  >>