للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كَيْفَ قَالَ: بِالْوَصِيدِ، أَيْ: بِفَنَاءِ الْغَارِ لَا دَاخِلًا مَعَهُمْ؛ لِأَنّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ «١» فَهَذِهِ فَوَائِدُ جُمّةٌ قَدْ اشْتَمَلَ عَلَيْهَا هَذَا الْكَلَامُ. قَالَ ابْنُ سَلّامٍ:

وَإِنّمَا كَانُوا يُقَلّبُونَ فِي الرّقْدَةِ الْأُولَى قَبْلَ أَنْ يُبْعَثُوا.

الْمُتَنَازِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ: (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) الْكَهْفِ: ٢١ وَقَالَ: يَعْنِي أَصْحَابَ السّلْطَانِ، فَاسْتَدَلّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِينَ بِقَوْلِهِ: لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا «٢» . وَذَكَرَ الطبرى أن أهل


(١) البخارى ومسلم والترمذى وأحمد والنسائى وابن ماجة. ولكن الله لم يذكر كلب أهل الكهف بما يفيد لعنه، وقد أباح الله فى القرآن لنا تربية الجوارح، وأكل ما صادته، يقول ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: (وما علمتم من الجوارح) : «وأحل لكم ما صدتموه بالجوارح وهى من الكلاب والفهود والصقور وأشباهها، كما هو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة. وقد ثبت فى الصحيحين عن عدى بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إنى أرسل الكلاب المعلمة، وأذكر اسم الله، فقال: إذا أرسلت كلبك المعلم، وذكرت اسم الله، فكل ما أمسك عليك قلت: وإن قتلن؟ قال: وإن قتلن، ما لم يشركها كلب ليس منها، فإنك إنما سميت على كلبك، ولم تسم على غيره فأصيب. قلت له: فإنى أرمى بالمعراض الصيد، فقال: إذا رميت بالمعراض فخزق فكله، وإن أصابه بعرض، فإنه وقيذ، فلا تأكله، خزق السهم وخسق: إذا أصاب الرمية ونفذ فيها. والمعراض بالكسر: سهم بلا ريش ولا نصل، وإنما يصيب بعرضه دون حده، وشاة وقيذ: قتلت بالخشب. فلعل المراد: كلب الزبنة لا كلب الصيد والحرث.
(٢) ذكرت مرارا أن دين رسل الله جميعا من لدن نوح إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم- هو دين الإسلام. ويقال عن أتباعهم إنهم مسلمون، والذين-

<<  <  ج: ص:  >  >>