الْأَيَّام أطلق الرشيد يحيى وَوَصله بِمَال ثمَّ بعد ذَلِك بمديدة أظهر لَهُ ذَلِك أَنه قد صَحَّ عِنْده أَنه يطْلب النَّاس سرّاً إِلَى بيعَته فَكلم الرشيد الْفُقَهَاء فِيمَا أعطَاهُ من الْأمان فَمنهمْ من أثْبته وَمِنْهُم من نقضه ثمَّ آخر الْأَمر أرْسلهُ الى الْحَبْس فَمَاتَ بعد شهر من اعتقاله فِي الْحَبْس وَاخْتلف فِي مَوته فَقيل خنقوه وَقيل بنوا عَلَيْهِ وَقيل سموهُ وَقيل قَتَلُوهُ بِالْجُوعِ وَيُقَال أطلقهُ الْفضل بن يحيى افتئاتاً على الرشيد فَكَانَ ذَلِك سَبَب نكبة البرامكة وَالله أعلم أيا كَانَ ذَلِك قلت ذكر المَسْعُودِيّ أَن هَذِه المباهلة بِهَذِهِ الْيَمين وَقعت مَعَ الزبير نَفسه منسوبة إِلَى مُوسَى الكاظم مَعَه وَالله أعلم من أَيهمَا كَانَت كَانَ قيام يحيى سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة ثمَّ قَامَ من بعده أَخُوهُ إِدْرِيس بن عبد الله الْمَحْض وَذَلِكَ أَنه لما أفلت وَنَجَا من وَاقعَة الْحُسَيْن الفخي لحق بِمصْر إِلَى الغرب وعَلى بريد مصر يَوْمئِذٍ وَاضح مولى صَالح بن الْمَنْصُور وَيعرف بالمسكين وَكَانَ يتشيع فَعلم بشأن إِدْرِيس وَهُوَ جد الأدارسة بالمغرب وَمِنْهُم طَائِفَة بِمَكَّة أَتَوا إِلَيْهَا وَأَتَاهُ إِلَى الْمَكَان الَّذِي كَانَ بِهِ مستخفياً وَحمله على الْبَرِيد إِلَى الْمغرب وَمَعَهُ رَاشد مَوْلَاهُ فَنزل بوليلي سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَبهَا يَوْمئِذٍ إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن عبد الحميد أَمِير أورند من قبائل البربر وَكَبِيرهمْ فأجاره وأكرمه وَأجْمع البربر على الْقيام بدعوته وخلع الطَّاعَة العباسية وكشف القناع فَبَايعُوهُ وَقَامُوا بأَمْره وَكَانَ فيهم مجوس فَقَاتلهُمْ إِلَى أَن أَسْلمُوا وَملك الْمغرب الْأَقْصَى وَملك تلمسان سنة ثَلَاث وَسبعين وَدخلت مُلُوك زنانة أجمع فِي طَاعَته واستفحل ملكه وخافه إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب صَاحب القيروان وراسل الرشيد يُخبرهُ فَدس إِلَيْهِ الرشيد مولى من موَالِي أَبِيه الْمهْدي اسْمه سُلَيْمَان بن جرير وَيعرف بالشماخ وأنفذه بِكِتَاب إِلَى ابْن الْأَغْلَب فَأَجَازَهُ وَلحق بِإِدْرِيس مظْهرا للنزوع إِلَيْهِ فِيمَن نزع من وحدان الْعَرَب ومتبرئاً من الدولة العباسية فاختصه الإِمَام إِدْرِيس وحلا بِعَيْنِه وَكَانَ قد تأبط سما فِي سنُون فَنَاوَلَهُ إِيَّاه عِنْد شكايته من وجع سنونه فَكَانَ فِيمَا زَعَمُوا حتفه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute