للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثمَّ قَامَ الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحسن المثلث بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط أَيَّام الْهَادِي بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ وجده الْحسن المثلث أَخُو عبد الله الْمَحْض بُويِعَ بِالْمَدِينَةِ وخطب على منبرها وهرب عاملها فَلَمَّا اسْتَقر أمره بِالْمَدِينَةِ وَصَارَ إِلَى مَكَّة كتب الْهَادِي إِلَى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ وَقد كَانَ قدم حَاجا من الْبَصْرَة فولاه حربه فَقتله بفخ على ثَلَاثَة أَمْيَال من مَكَّة بل دونهَا فتقاتلوا يَوْم التَّرويَة فَقتل الْحُسَيْن فِي أَكثر من مائَة من أَصْحَابه وَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير كَانُوا بَين الْقَتْلَى إِلَى أَن جن عَلَيْهِم اللَّيْل هربوا وَدفن الْحُسَيْن وَأَصْحَابه هُنَالك وقبره مَشْهُور يزار إِلَى الْآن فِي بِنَاء على يَمِين الدَّاخِل إِلَى مَكَّة من وَادي مر وَحمل رَأسه إِلَى الْهَادِي مُوسَى بن الْمهْدي العباسي فَلم يحمد ذَلِك وَكَانَ الْحُسَيْن هَذَا شجاعاً جواداً كَرِيمًا يحْكى أَن الْمهْدي أعطَاهُ لما قدم عَلَيْهِ ألف دِينَار ففرقها فِي النَّاس بِبَغْدَاد والكوفة وَخرج لَا يملك مَا يلْبسهُ إِلَّا فَرْوَة لَيْسَ تحتهَا قَمِيص رَحمَه الله وَغفر لَهُ وَأعَاد علينا من بركاته روى أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي مقَاتل الطالبيين بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِي

قَالَ

انْتهى رَسُول الله

إِلَى فخ فصلى بِأَصْحَابِهِ ثمَّة صَلَاة الْجَنَائِز ثمَّ قَالَ تقتل هَهُنَا رجال من أهل بَيْتِي وعصابة من الْمُسلمين تنزل لَهُم أكفان وحنوط من الْجنَّة تسبق أوراحهم إِلَى الْجنَّة أجسادَهم وَكَانَ عمره حِين قتل إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة ثمَّ قَامَ يحيى بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب فِي زمَان الْهَادِي أَيْضا بعد أَن نجا من وقْعَة الفخ فجال فِي الْبلدَانِ وَلم يقر بمَكَان وَآخر الْأَمر اسْتَقر بجبل الديلم وَكَانَ إِذا ذَاك فِي زمَان هَارُون الرشيد فسرح الرشيد لحربه الْفضل بن يحيى الْبَرْمَكِي فَبلغ الْفضل إِلَى الطالقان وتلطف فِي استنزال يحيى بن عبد الله من بِلَاد الديلم على أَن يشْتَرط مَا أحب وَيكْتب لَهُ الرشيد بذلك خطه فتم بَينهمَا ذَلِك وَجَاء بِهِ الْفضل فوفي لَهُ الرشيد بِكُل مَا أحبه وأجرى لَهُ أرزاقاً سنية حَسَنَة ثمَّ توجه يحيى بِإِذْنِهِ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ استرجعه هَارُون الرشيد من الْمَدِينَة إِلَى بَغْدَاد بسعاية كَانَت فِيهِ من بعض آل الزبير فَيُقَال إِنَّه لما حلف الزبيرِي بِتِلْكَ الْيَمين الَّتِي فِيهَا الْبَرَاءَة من حول الله وقوته والالتجاء إِلَى الْحول وَالْقُوَّة وَمَات الزبيرِي بعد الثَّلَاثَة

<<  <  ج: ص:  >  >>