وَدفن ببوليلى سنة سبع وَسبعين وَمِائَة ثمَّ قَامَ بالدعوة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم طَبَاطَبَا بن إِسْمَاعِيل الديباج بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب وَأَبوهُ إِبْرَاهِيم طَبَاطَبَا لقب بذلك للكنة كَانَت بِهِ صَغِيرا سَببهَا أَنه طلب يَوْمًا غُلَامه أَن يَأْتِيهِ بقباء فَلم يفهم مُرَاده فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم طَبَاطَبَا يُرِيد قبا قبا فلقب بِهِ حَبسه الْمهْدي وَبَقِي فِي الْحَبْس إِلَى زمَان هَارُون وَمَات فِيهِ فَظهر ابْنه مُحَمَّد هَذَا وَسبب ظُهُوره أَنه لما بعث الْمَأْمُون الْحسن بن سهل وزيره إِلَى الْعرَاق وولاه مَا كَانَ افتتحه طَاهِر بن الْحُسَيْن من الْبِلَاد والأعمال تحدث النَّاس أَن الْحسن بن سهل غلب على الْمَأْمُون واستبد عَلَيْهِ وحجبه عَن أهل بَيته وقواده فَغضِبت بَنو هَاشم ووجوه النَّاس وأجهزوا على الْحسن بن سهل وهاجت الْفِتْنَة وَكَانَ أَبُو السَّرَايَا السّري بن مَنْصُور وَيذكر أَنه من بني شَيبَان من ولد هَانِئ بن قبيصَة بن هَانِئ بن مَسْعُود وَقيل من بني تَمِيم كَانَ بالجزيرة وَطلب ففر إِلَى شَرْقي الْفُرَات وَأقَام هُنَالك يخيف السابلة ثمَّ لحق بِيَزِيد بن مزِيد بأرمينية فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا فقوده أَي جعله قائداً وَقَاتل مَعَه الخرمية وَأثر فيهم وَأخذ مِنْهُم غُلَامه الْمُسَمّى أَبَا الشوك وَمَات يزِيد بن مزِيد فَكَانَ أَبُو السَّرَايَا مَعَ وَلَده أَسد كَذَلِك فعزل أَسد فَسَار أَبُو السَّرَايَا إِلَى أَحْمد بن مزِيد وَلما بعث الْأمين أَحْمد بن مزِيد لِحَرْب هرثمة بن أعين أحد قواد الْمَأْمُون بَعثه أَحْمد طَلِيعَة إِلَى عَسْكَر هرثمة فاستماله هرثمة فَمَال إِلَيْهِ فلحق بِهِ وقصده قومه بَنو سيبان من الجزيرة فَاجْتمع إِلَيْهِ مِنْهُم أَكثر من ألفي فَارس واستخرج لَهُم الأرزاق من هرثمة بن أعين فَلَمَّا قتل الْأمين نقص هرثمة من أَرْزَاقهم فَغَضب أَبُو السَّرَايَا وَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَج فَأذن لَهُ هرثمة وَأَعْطَاهُ عشْرين ألف دِرْهَم فصرفها فِي أَصْحَابه وَمضى وأوصاهم باتباعه فَاجْتمع لَهُ مِنْهُم نَحْو مِائَتَيْنِ وَسَار بهم أَبُو السَّرَايَا إِلَى عين التَّمْر فَأخذُوا عاملها وقسموا مَاله ولقوا عَاملا آخر بِمَال موقر على ثَلَاثَة أبغال فَاقْتَسمُوهُ فَأرْسل هرثمة خَلفه فَهَزَمَهُمْ وَدخل الْبَريَّة وَلحق بِهِ من تخلف من أَصْحَابه فَكثر أَصْحَابه وَجمعه وَسَار نَحْو دقوقا وَعَلَيْهَا أَبُو ضرغامة الْعجلِيّ فِي سَبْعمِائة فَارس فَخرج وقاتله فَهَزَمَهُ أَبُو السَّرَايَا وَرجع أَبُو ضرغامة إِلَى الْقصر فحاصره أَبُو السَّرَايَا حَتَّى نزل على الْأمان وَأخذ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute