(خلَافَة المعتز بِاللَّه)
مُحَمَّد بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم بن الرشيد هَارُون بن الْمهْدي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور عبد الله كَانَ بديع الْحسن جدا مليح الصُّورَة لَيْسَ فِي الْخلق أجمل مِنْهُ حسنا كَانَ مستضعفَاً مَعَ الأتراك وَكَانَ صَالح بن وصيف مستولياً عَلَيْهِ وَهُوَ خَائِف مِنْهُ فَاجْتمع الْجند عَلَيْهِ وطلبوا مِنْهُ أَرْزَاقهم ووعدوه أَنه إِذا أنْفق عَلَيْهِم أَرْزَاقهم ركبُوا مَعَه على صَالح بن وصيف فيقتلوه ويصفو الْملك لَهُ وَلم يكن فِي خزائنه مَال يصرفة عَلَيْهِم فَطلب من أمه وَكَانَت تركية اسْمهَا قبيحة لفرط جمَالهَا بَين النِّسَاء فَأَبت أَن تعطيه وشحت عَلَيْهِ بِالْمَالِ وسخت بِوَلَدِهَا وَكَانَ مَعهَا مَال عَظِيم فاتفق الأتراك على خلعه وَركب عَلَيْهِ صَالح بن وصيف وَمُحَمّد بن بغا وهجموا عَلَيْهِ وجروا بِرجلِهِ وأوقفوه فِي الشَّمْس فَصَارَ يرفع رجلا وَيَضَع رجلا وعذبوه وهم يلطمونه وَيَقُولُونَ اخْلَعْهَا وَيَتَّقِي بيدَيْهِ ويأبى ثمَّ أجابهم وخلع نَفسه فأدخلوه الْحمام ومنعوه المَاء إِلَى أَن مَاتَ عطشاً وَقيل أَتَوْهُ بِمَاء مالح فشربه وَسقط مَيتا ثمَّ أَخْرجُوهُ وَأشْهدُوا عَلَيْهِ أَنه لَا أثر بِهِ وصادر صَالح بن وصيف قبيحة أم المعتز وعذبها حَتَّى أَخذ مِنْهَا ألف ألف دِينَار ذَهَبا وَنصف أردب لُؤْلُؤ وَمثله زمرد وَسدس أردب ياقوت أَحْمَر ثمَّ أخرجت إِلَى مَكَّة وأقامت بهَا إِلَى أَن مَاتَت وَأَقل النَّاس الترحم عَلَيْهَا حَيْثُ إِن هَذَا المَال عِنْدهَا وشحت بِهِ عَن وَلَدهَا عِنْد احْتِيَاجه فَكَانَ عَلَيْهِ مَا كَانَ توفّي فِي ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ مُدَّة خِلَافَته سنتَانِ وَأحد عشر شهرا وعمره اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة وَسَبْعَة أشهر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute