للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ونعاه إِلَيْهِم وَأنْشد // (من الطَّوِيل) //

(سَأَبْكِيكَ بالِبيضِ القَوَاضِبِ والقَنَا ... فَإنَّ بِهَا مَا يُدْرِكُ الطالبُ الوتْرا)

(ولَسْتُ كمَنْ يَبْكِي أَخَاهُ بعَبْرَةٍ ... يُعَصِّرها مِنْ جَفْنِ مُقْلَتِهِ عَصْرا)

فَبَايعُوهُ بِالْإِمَامَةِ وَاسْتولى على وَاسِط والأهواز وكورها وَمَا والاها من بِلَاد فَارس ونهض لقِتَال الْمَنْصُور وَكَانَ يُلَاحظ آخرته أَكثر من دُنْيَاهُ فَالتقى الْجَمْعَانِ ب باخمر من أَرض الأهواز فَجَاءَهُ سهم غرب وَحمل عَلَيْهِ جند الْمَنْصُور وحزوا رَأسه وأرسلوه إِلَى الْمَنْصُور وَكَانَ قَتله غرَّة ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وعمره ثَمَان وَسِتُّونَ سنة وَقيل وخسمون ثمَّ قَامَ إِبْرَاهِيم الْغمر بن الْحسن الْمثنى أَخُو عبد الله الْمَحْض بعد قتل ابْني أَخِيه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم فعاجله الْمَنْصُور قبل أَن يستحكم أمره فَأسرهُ وحبسه مَعَ إخْوَته وَأهل بَيته وَمَات فِي الْحَبْس وَكَانَ قِيَامه آخر سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة عمره سبع وَسِتُّونَ سنة ثمَّ قَامَ الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط فِي أَيَّام الْمَنْصُور أَيْضا وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ مستتراً وَأرْسل دعاته مِنْهَا إِلَى كل نَاحيَة فسعى بِهِ إِلَى الْمَنْصُور قر بن جلال الْأَزْدِيّ فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَأرْسل رجلا مَعَه يُقَال لَهُ مرعيد النَّصْرَانِي فِي جمَاعَة من الأعوان وَكتب إِلَى عَامله بالبصره بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة فِيمَا يُشِير بِهِ مرعيد فَدخل فِي زِيّ أهل الصّلاح مظْهرا للتشيع وَالْعِبَادَة وَمضى قر إِلَى الْحسن وَأخْبرهُ بقدوم رجل صَالح فِي وَصفه ثمَّ عرف قرين بَين مرعيد وَبَين شيعَة الْحسن فَرَأَوْا نُسكه وصلاحه فأنسوا بِهِ وَجعل الشِّيعَة تصف صَلَاح حَاله لِلْحسنِ حَتَّى أحب لقاءه ومرعيد مَعَ ذَلِك يحسن صلَة الْحسن بالأموال وَيُرْسل الْجِيرَان يَسْتَعِين بهم فِي أمره وَوَصفه وَكلما كتب إِلَيْهِ الْحسن كتاباُ قبله وَوَضعه على رَأسه وَعَيْنَيْهِ وَأكل خَاتمه يظْهر أَنه يُرِيد التَّبَرُّك بِهِ إِلَى أَن قَالَت لَهُ الشِّيعَة إِن الْحسن يَشْتَهِي لقاءك فَقَالَ لَهُم أخْشَى من اشتهار أَمْرِي وَلَكِن أَنا فِي حجرَة فَلَو جَاءَنِي مَعَ هَذَا وَأَوْمَأَ إِلَى قرين رَجَوْت أَن يكون الْأَمر مَسْتُورا فأجابته الشِّيعَة إِلَى ذَلِك وَعمد مرعيد فَهَيَّأَ الْقَيْد وَالرِّجَال

<<  <  ج: ص:  >  >>