للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إِلَى الْعَصْر ثمَّ أَمر عِيسَى أَصْحَابه فردموا الخَنْدَق بالحقائب ونصبوا عَلَيْهِ الْأَبْوَاب وَجَازَت الْخَيل فَاقْتَتلُوا وَانْصَرف مُحَمَّد فاغتسل وتحنط ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ لَهُ عبد الله بن جَعْفَر لَو أتيت الْحسن بن مُعَاوِيَة يَعْنِي عَامله الَّذِي أرْسلهُ إِلَى مَكَّة فَإِن مَعَه جلّ أَصْحَابك وَلَيْسَ لَك بهؤلاء طَاقَة فَقَالَ أترك أهل الْمَدِينَة يقتتلون وَالله لَا أفعل أَو أقتل وَأَنت مني فِي سَعَة فَمشى مَعَه قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ وافترق عَنهُ جلّ أصجابه وَبَقِي فِي ثَلَاثمِائَة أَو نَحْوهَا فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه نَحن فِي عدَّة أهل بدر ثمَّ جمع بَين الظّهْر وَالْعصر وَمضى فَأحرق الدِّيوَان الَّذِي فِيهِ أَسمَاء من بَايعه وَجَاء إِلَى السجْن فَقتل ريَاح بن عُثْمَان عَامل الْمَدِينَة قبله من قبل الْمَنْصُور وأخاه عباساً وَتقدم مُحَمَّد إِلَى بطن سلع وَمَعَهُ بَنو شُجَاع من الحمس فعرقبوا دوابهم وكسروا جفون سيوفهم واستماتوا وهزموا أَصْحَاب عِيسَى مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَصعد نفر من أَصْحَاب عِيسَى الْجَبَل فانحدروا مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَة وَرفع بعض نسْوَة آل الْعَبَّاس خماراً لَهُنَّ أسود على مَنَارَة الْمَسْجِد فَلَمَّا رَاه أَصْحَاب مُحَمَّد وهم يُقَاتلُون هربوا وَفتح بَنو غفار طَرِيقا لأَصْحَاب عِيسَى فَجَاءُوا من وَرَاء أَصْحَاب مُحَمَّد ودعا مُحَمَّد حميد بن قَحْطَبَةَ للبراز فَأبى ونادى ابْن خفير عَن أَصْحَاب مُحَمَّد بالأمان فَلم يصغ إِلَيْهِ وَكَثُرت فِيهِ الْجراحَة ثمَّ قتل وَقَاتل مُحَمَّد عَليّ شلوه يهذ النَّاس عَنهُ هَذَا حَتَّى ضرب فَسقط لركبته فطعنه ابْن قَحْطَبَةَ فِي صَدره ثمَّ أَخذ رَأسه فَأتى بِهِ عِيسَى فَبَعثه إِلَى الْمَنْصُور وَأرْسل مَعَه رُءُوس بني شُجَاع وَكَانَ قَتله منتصف رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَأرْسل عِيسَى الألوية فَنصبت بِالْمَدِينَةِ بالأمان وصلب مُحَمَّد وَأَصْحَابه مَا بَين ثنية الْوَدَاع وَالْمَدينَة واستأذنت أُخْته فِي دَفنه فدفتته بِالبَقِيعِ وقبره مَشْهُور عَلَيْهِ قبَّة يزار بهَا رَحمَه الله تَعَالَى عمره اثْنَان وخسمون سنة وَقيل خمس وأريعون ثمَّ قَامَ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط وَكَانَ قِيَامه بِالْبَصْرَةِ قد أرْسلهُ أَخُوهُ مُحَمَّد النَّفس الزكية إِلَيْهَا فاستولى عَلَيْهَا فَبَلغهُ الْخَبَر بمقتل أَخِيه يَوْم الْعِيد غرَّة شهر شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين فَخَطب النَّاس

<<  <  ج: ص:  >  >>