للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ممَّن اطلعتُ على كلامِهم - لم يقئدوه بقيدِ معرفةِ دليلِ حكمِ المسألةِ (١).

القول الثالث: إنْ كانَ المتمذهبُ مجتهدًا في مذهبِ إمامِه، بحيثُ يكون مطّلعًا على مأخذِه، قادرًا على التفريعِ على قواعدِه وأقوالِه، متمكنًا مِن الجمعِ والفرقِ والمناظرةِ: جازَ له الإفتاءُ بمذهبِه، وإنْ لم يكن مجتهدًا في مذهبِ إمامِه، لم يجزْ له الإفتاءُ.

وهذا القولُ هو أصحّ الأوجه عند الشافعيةِ (٢).

ونسبه تاجُ الدين السبكي (٣)، وبدرُ الدين الزركشيّ (٤) إلى الأكثرين. ونسبه المرداويُّ إلى أكثرِ العلماءِ (٥). ونسبه ابنُ أمير الحاج (٦)، وأميرُ باد شاه (٧) إلى كثيرٍ مِن المحققين مِن الحنفيةِ وغيرِهم.

وذَهَبَ إليه جمعٌ من العلماءِ، منهم: أبو محمد الجويني (٨)، والآمديُّ (٩)، وابنُ الحاجبِ (١٠)، وعبدُ الله الستاري (١١)، وصفيُّ الدين


(١) انظر: سلم الوصول (٤/ ٥٨٠).
(٢) انظر: سلاسل الذهب (ص/ ٤٥٦).
(٣) انظر: الإبهاج في شرح المنهاج (٧/ ٢٩٤٤).
(٤) انظر: البحر المحيط (٦/ ٣٠٦).
(٥) انظر: التحبير (٨/ ٤٠٧٢).
(٦) انظر: التقرير والتحبير (٣/ ٣٤٦).
(٧) انظر: تيسير التحرير (٤/ ٢٤٩).
(٨) انظر: أدب المفتي والمستفتي (ص/ ١٠٢)، والبحر المحيط (٦/ ٣٠٧).
(٩) انظر: الإحكام في أصول الأحكام (٤/ ٢٣٦).
(١٠) انظر: منتهى السول (ص/ ٢٢١)، ومختصره (٢/ ١٢٦٠).
(١١) انظر: جامع مسائل الأحكام للبرزلي (١/ ٩٦ - ٩٧)، والرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي (ص/٦٤).
وعبد الله الستاري هو: عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الأندلسي، أبو محمد، ويعرف بابن الستاري - وفي بعض المصادر: ابن الأستاري - ولد سنة ٥٦٥ هـ كان فقهيًا عالمًا محققًا بارعًا أصوليًا مدققًا، عارفًا بالتفسير والقراءات، أخذ عن أبي الحسن الأبياري الأصول والفقه، وتفقه بأبي الحسين بن الفضل المقدسي، وقرأ على ابن الربيع المستصفى للغزالي، ودرَّس الأصول وفقه المالكية بسبتة، وتوفي بها آخر سنة ٦٤٦ هـ وقيل: سنة ٦٤٧ هـ. انظر ترجمته في: تكملة الصلة لابن الأبار (٢/ ٢٩٩)، وتاريخ الإسلام للذهبي (١٤/ ٥٤٨)، والمستملح من كتاب الصلة له (ص/٢٢٧)، ونيل الابتهاج للتنبكتي (ص/ ٢١٤)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>