فذكر فيهن:«اتخذوا القينات والمعازف» قال: وفرج بن فضالة ضعيف جداً، وقبله في الإسناد ثلاث مجهولون: لاحق بن الحسين، وضرار بن على، وأحمد بن عبد الله بن سعيد بن كثير الحمصي.
كذا أورد هذا الحديث، وعليه فيه أشياء.
منها ما يوهمه لفظه من أن فرجاً يرويه عن علي، وإنما يرويه عنه بوسائط.
ومنها ما يوهمه سوقه إياه كما يسوق غيره من أنه وقف على إسناده في الموضع الذي نقله منه موصلاً، وابن حزم لم يوصل به إسناده.
ومنها ذكره من ذكره من هذا الطريق، وله طريق يوصل إلى فرج بن فضالة، سالم من هؤلاء.
ومنها إبعاده في إيراده [من عند ابن حزم] كأنه معدوم فيما هو أقرب متناولاً، ولا أخص بذكر الأحاديث، وهو حديث قد ذكره الترمذي، وأراه خفي عليه موضعه من كتابه.
قال الترمذي: حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا الفرج بن فضالة، أبو الفضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن علي عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حل بها البلاء»، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: «إذا كان المغنم دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه،