للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما تلمود اليهود: وهو القانون أو الشريعة الشفهية التي كان يتناقلها الحاخامات الفريسيون من اليهود سراً جيلاً بعد جيل، ثم دونت بعد ذلك خوف الضياع، فأصبحت تعبر عن ديانة وآداب اليهود (١).

والتلمود اليهودي الذي واجه الإحراق والإعدام لاعتباره أهم مصدر من المصادر اليهودية التي أدت إلى مقاومة اليهود للسلطة والدين المسيحي سرا وعلانية، فقامت حملات الملوك والباباوات ضد التلمود لاعتباره مصدر الشر الكامن في اليهود، وأصدرت الأوامر بإتلافه وإحراقه، وفي أواخر العصر الوسطى اكتفت السلطات الحاكمة والكنيسة بالرقابة على طبعه دون حرقه، فأجازت تداول نسخ محدودة بعد حذف فصول عديدة (٢).

والتلمود وردت فيه إشارة غير صريحة باليوم الآخر، فقد ورد فيه:) أن الجنة مأوى الأرواح الزكية، لا يدخلها إلا اليهود، والجحيم مأوى الكفار ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء) (٣)، فهذا النص محتمل أن يقصد به: البعث الدنيوي على ما تعتقده بعض فرق اليهود (٤).

وفي نصوص التلمود: "أن اليهود الذين يرتدون عن دينهم، بقتلهم يهودياً آخر، لا يدخلون الجنة، وإنما تدخل أرواحهم في الحيوانات والنباتات، ثم تذهب إلى الجحيم وتعذب عذاباً أليماً مدة اثني عشر شهراً، ثم تعود ثانية لتدخل في الجمادات ثم في الحيوانات ثم في الوثنيين، حتى ترجع إلى جسد يهودي بعد تطهيرها" (٥).


(١) الخلف: دراسات في الأديان، ص (١٢٢)، ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه وتعاليمه (١١).
(٢) ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه ومعالمه، دار النفائس - الأردن، ط ٨ ١٤٢٣ هـ، (٤٠).
(٣) روهلنج: الكنز الموصود في قواعد التلمود ترجمة (يوسف نصر الله): (٦٨).
(٤) الخلف: دراسات في الأديان، مكتبة أضواء السلف - الرياض، ط ٤ ١٤٢٥ هـ، ص (١٢١)
(٥) ظفر خان: التلمود، دار النفائس - الأردن، ط ٨ ١٤٢٣ هـ، (٧١).

<<  <   >  >>