وهذا هو التناسخ الباطل الذي يقوله أعداء الرسل من الملاحدة وغيرهم الذين ينكرون المعاد، ويزعمون أن الأرواح تصير بعد مفارقة الأبدان إلى أجناس الحيوانات والحشرات والطيور التي كانت تناسبها وتشاكلها، فإذا فارقت هذه الأبدان، انتلقت إلى أبدان الحيوانات، فتنعم فيها وتعذب، ثم تفارقها وتحل في بدن آخر تناسب أعمالها وأخلاقها وهلم جرا، فهذا معادها عندهم، ونعيمها وعذابها، لا معاد لها عندهم غير ذلك فهذا هو التناسخ الباطل المخالف لما اتفق عليه الرسل والأنبياء من أولهم إلى آخرهم، وهو كفر بالله وباليوم الآخر (١).
(١) السفاريني: لوامع الأنوار البهية، مكتبة الخافقين - دمشق، ط ٢ - ١٤٠٢ هـ (٢/ ٥٠).