شكرًا لله عزّ وجل؛ لأنها منه تفضلًا وإحسانًا، وإذا أصابته السيئة فلينظر في نفسه حتى يحاسبها ويستعتب فترتفع السيئة.
فإذا قال قائل: إذا كان الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام فهل الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل فعلًا يعاقب عليه؟
الجواب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره الله أن يستغفر لذنبه وللمؤمنين، وقال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ١ - ٢] وهو من بني آدم، وبنو آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد يخطئ، ولهذا قال:"اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي"(١).
لكن الفرق بينه وبين سائر البشر ممن أرسل إليهم: أنه لا بد أن يُوفق للإستغفار والتوبة، أما غيره فقد يوفق وقد لا يوفق، وبهذا نعرف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يحصل منه ما يكون سببًا في إصابته للسيئة، ولكنه يزداد بذلك رفعة ودرجة عند الله عزّ وجل.
٤ - عموم رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - لجميع البشر، لقوله:{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ}، ويتفرع على ذلك الرد على النصارى الذين زعموا أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رسول إلى العرب خاصة؛ لأننا نقول لهم: أنتم الآن تؤمنون بأنه رسول، وأنه من عند الله، وقد قال الله عنه:{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ} فيلزمكم على إقراركم بأنه رسول بأن تقروا بأن
(١) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت"، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، حديث رقم (٢٧١٩)، من حديث أبي موسى الأشعري.