للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦] هذه الحكمة الشرعية، وقد تتخلف.

٥ - ثبوت الإذن لله عزّ وجل، لقوله: {إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}، والإذن نوعان: شرعي، وكوني، فمن الأول قوله تبارك وتعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: ٢١] أي: شرعًا ولا يصح قدرًا؛ لأنه وقع، فقد أذن الله به قدرًا، لكن لم يأذن به شرعًا.

ومن ذلك أيضًا قول الله تعالى: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: ٥٩] أي: أذن لكم شرعًا.

وأما الإذن الكوني فكثير، مثل قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥].

٦ - أنه يجب على الإنسان أن يبادر بالتوبة والإستغفار، لقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}.

٧ - أنه يشرع لمن ظلم نفسه في المخاصمة والمحاكمة أن يأتي إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر الله ويطلب من الرسول أن يستغفر الله له؛ وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام له الحكم وإليه التحاكم، فمن المشروع أن يأتوا إلى الرسول ويستغفروا الله عزّ وجل عنده ويستغفر لهم الرسول عليه الصلاة والسلام.

٨ - أن الإنسان إذا ظلم نفسه لا يجوز له أن يذهب إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر الله عنده؛ لأن الآية المراد بها في حياته، لكن مع ذلك استدل بها أهل الغلو على أن الإنسان ينبغي له إذا أذنب ذنبًا أن يأتي إلى القبر النبوي فيستغفر الله، ويستغفر له الرسول - صلى الله عليه وسلم -، واستدلوا لذلك بقصة مكذوبة وهي: أن رجلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>