للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عنه غالبُ أهل العلم. انتهى.

قوله: (تَخُطَّانِ الأَرْضَ) أي: لم يكن يَقدر على رفعهما من الأرض، وسقط لفظ الأرض من رواية الكُشْمِيهَني، وفي رواية عاصم المذكورة عند ابن حبان: إني لأنظر إلى بطون قدميه.

قوله: (فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ) زاد أبو معاوية عن الأعمش: فلما سمع أبو بكر حسَّه، وفي رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس في هذا الحديث: فلما أحس الناس به سبَّحوا، أخرجه ابن ماجه وغيرُه بإسناد حسن.

قوله: (أَنْ مَكَانَكَ) كلمة أنْ، بفتح الهمزة وسكون النون، ومكانَك، منصوبٌ على معنى: الزم مكانك، وفي رواية عاصم: أن اثبت مكانك، وفي رواية موسى بن أبي عائشة: فأومأ إليه بأن لا يتأخر.

قوله: (ثُمَّ أُتِيَ بِهِ) كذا هنا بضم الهمزة أي: أُتي برسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية موسى بن أبي عائشة أن ذلك بأمرِه ولفظه، فقال: ((أجلساني إلى جنبه)) فأجلساه، وعيَّن أبو معاوية عن الأعمش بإسنادِ حديث الباب كما سيأتي بعد أبواب مكانَ الجلوس فقال في روايته: حتى جلس عن يسار أبي بكر، وهذا هو مقام الإمام وسيأتي القول فيه، وأغربَ القرطبيُّ شارحُ مسلم لما حكى الخلافَ: هل كان أبو بكر إماماً أو مأموماً؟ فقال: لم يقع في الصحيح بيانُ جلوسِه صلى الله عليه وسلم هل كان عن يمين أبي بكر أو عن يساره. انتهى. وروايةُ أبي معاوية هذه عند مسلمٍ أيضاً، قال شيخنا: فالعجب منه كيف يغفل عن ذلك في حال شرحه له.

قوله: (فقِيلَ لِلْأَعْمَشِ) أي سليمان، ويروى: (قِيلَ) بدون الفاء، وظاهرُ هذا أنه منقطعٌ لأن الأعمش لم يسنده، لكن في رواية أبي معاوية عنه ذكر ذلك متصلاً بالحديث، وكذا في رواية موسى بن أبي عائشة وغيرها.

ذِكْرُ ما يستفاد من هذه القصة، وهو على وجوه:

الأول: فيه الإشارة إلى تعظيم الصلاة بالجماعة.

الثاني: فيه تقديم أبي بكر وترجيحه على جميع الصحابة.

الثالث: فيه فضيلة عمر بن الخطاب بعده.

الرابع: فيه جواز الثناء في الوجه لمن أمِن على نفسه الإعجاب.

الخامس: فيه ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وخصوصا لعائشة.

السادس: في هذه القصة وجوب القسْم على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال فيها: فأذِنَّ له، أي: فأذنت نساؤه له بالتمريض في بيت عائشة على ما سيأتي.

السابع: جواز مراجعة الصغير للكبير.

الثامن: المشاورة في الأمر العام.

التاسع: الأدب مع الكبير، حيث أراد أبو بكر التأخرَ عن الصف.

العاشر: البكاء في الصلاة لا يبطلها وإن كثر، وذلك لأنه عليه السلام علم حال أبي بكر في رقة القلب وكثرة البكاء ولم يَعدِل عنه، ولا نهاه عن البكاء. قال العيني: وأما في هذا الزمان فقد قال أصحابنا -أي الحنفية-: إذا بكى في الصلاة فارتفع بكاؤه، فإن كان من ذِكْرِ الجنة و النار لم يقطع صلاته، وإن كان من وجعٍ في بدنه

<<  <   >  >>