للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتدريس»، وفي «مسالك الحنفا في والدي المصطفى»، وفي كثير من المواضع الأخرى.

وقد تعرض السيوطي لهجوم عنيف من قبل خصومه كما تعرض لكيدهم له لدى أولي الأمر وقد ترجم له السخاوي ترجمة مظلمة في كتابه «الضوء اللامع»، ووجه إليه مجموعة من الاتهامات والانتقادات كما غمزه في مواضع كثيرة، وأهم هذه الانتقادات ما يتصل بسرقة المؤلفات فلقد ادعى السخاوي أن السيوطي قد اختلس منه حين كان يتردد إليه كثيرا مما عمله «كالخصال الموجبة للضلال، والأسماء النبوية، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وموت الأبناء، وما لا أحصره، بل أخذ من كتب المكتبة المحمودية وغيرها كثيرا من التصانيف التقدمة التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون فغير فيها يسيرا وقدم وأخر ونسبها لنفسه، وهوّل في مقدماتها بما يتوهم منه الجاهل شيئا مما لا يوفي ببعضه» «١».

كما ذكر السخاوي أن هناك مؤلفات للسيوطي اختلسها من مصنفات ابن حجر وهي «لباب النقول في أسباب النزول، وعين الاصابة في معرفة الصحابة، والنكت البديعات على الموضوعات، والمدرج إلى المدرج، وتذكرة المؤتسى بمن حدث ونسى، وتحفة النابه بتلخيص المتشابه، وما رواه الواعون في أخبار الطاعون، والأساس في مناقب بني العباس، وجزء في أسماء المدلسين، وكشف النقاب عن الألقاب، ونشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير» «٢»، ويعقب على ذلك قائلا: «فكل هذه تصانيف شيخنا، وليته إذ اختلس لم يمسخها، ولو نسخها على وجهها لكان أنفع وفيها مما هو لغيره الكثير» «٣».

تلك أهم الاتهامات التي وجهت إلى السيوطي من قبل أكبر خصومه، ولم يكتف السخاوي بهذه التهمة بل وجه إليه عديدا من الانتقادات القاسية منها أنه كثير المجازفة، وأنه كان يكذب في بعض الأحيان، ومنها أنه كثير الادعاء، يقع


(١) الضوء اللامع ج ٤ ص ٦٦.
(٢) الضوء اللامع ج ٤ ص ٦٨.
(٣) المصدر السابق ج ٤ ص ٦٨.

<<  <   >  >>