فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى فليقل:(بلى) ومن قرأ (المرسلات) فبلغ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ فليقل: (آمنا بالله) وأخرج أحمد وأبو داود عن ابن عباس (أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سبّح اسم ربك الأعلى قال:
سبحان ربي الأعلى) هذا وغيره كثير، وكل ذلك مستحب وليس بواجب.
- ومن المستحب البكاء عند القراءة للقرآن الكريم أو التباكي لمن لم يقدر عليه؛ خشوعا لكلام الله تعالى، كما يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها لحديث ابن حبان وغيره (زينوا القرآن بأصواتكم) وفي لفظ عند الدارميّ (حسنوا القرآن بأصواتكم) والقراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه؛ لأن النظر في المصحف عبادة.
- ولا بأس من القراءة من الحفظ لمن يتمكن من ذلك ويزيده خشوعا على خشوعه.
- ومن المكروه قطع القراءة لمكالمة أحد؛ لأن كلام الله تعالى أفضل من كلام غيره، وقد جاء في الصحيح أن ابن عمر كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ من القراءة، كما يكره الضحك والعبث والنظر إلى ما يشغل أثناء القراءة؛ احتراما لتلاوة كلام الله تعالى.
- ويسن للقارئ السجود عند قراءة آية من آيات السجود في القرآن الكريم إذا تيسر ذلك للقارئ ويكره اتخاذ قراءة القرآن للمعيشة- أي يتكسب بها- ولكن عليه أن يسأل الله وحده، وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث «من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات» .. والله تعالى أعلم.