ج: آداب المفسر للقرآن الكريم كثيرة. نختصرها فيما يلي:
أولا: حسن النية وسلامة القصد، لأن الأعمال بالنيات، والعلوم الشرعية عامة أولى بأن يكون هدف القائم بها الخير العام وخدمة الإسلام، وأن يتطهر من أغراض الدنيا الفانية. ليسدد الله تعالى خطاه، ويجعل الجنة مثواه جزاء لإخلاصه لخالقه ومولاه جل علاه.
ثانيا: حسن الخلق، لأن المفسر في مكان المؤدّب، ولا تصل الآداب إلى نفس المؤدّب إلا إذا كان المؤدّب مثالا يحتذى به في الخلق الحسن. وقد نقل الإتقان عن البرهان قوله: (اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا تظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى، أو حب الدنيا أو إصرار على ذنب أو غير متحقق بالإيمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم، أو راجع إلى معقوله هو، فهذه كلها حجب وموانع للمفسر عن أن يصل إلى ما يصبو إليه.
ثالثا: أن يتحرى الصدق والضبط في النقل، فلا يتكلم ولا يكتب إلا عن تثبت لما يقوله، حتى يكون في مأمن من اللحن أو الخطأ أو الطعن.
رابعا: أن يكون متواضعا لين الجانب، فالصلف والتكبر يحولان بين العالم والانتفاع بعلمه، فلو كان علمه نافعا لنفعه.
خامسا: أن يكون عزيز النفس، فمن الواجب عليه أن يترفع عن سفاسف الأمور، ولا يضع نفسه في مواضع الذلة والمهانة.
سادسا: أن يتحلى بالتأني والروية في حديثه. فلا يسرد كلامه سردا سريعا حتى لا يفهمه المستمع، بل عليه أن يفصل الكلام ويبيّنه ويوضحه ويخرج الحروف من مخارجها. لكي يفهمه المستمع.
سابعا: أن يجهر بالحق مهما كلفه ذلك، فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
ثامنا: أن يقدّم من هو أولى منه إذا حضر معه في المجلس، فلا يتصدى للتفسير