(ولو لم يَرْعَ إلاَّ مُستحِقٌّ ... لرتُبتهِ أسامَهمُ المُسامُ)
قال أبو الفتح: يقول فالذي يدبِّر أمور الناس، يحتاج إلى من يدبِّره، وهو مُخلى بلا ناظر في أمره، فلو لم يلِ الأمر إلا من يستحقه لخلَّى الناس من خُلِّي وإياهم، لأنه لا يستحق أن يلي عليهم أمورهم.
قال الشيخ: لا اشتغل بنقصه، فإني إذا شرحته فضحته، فتبينت فساده. الرجل يقول: لو لم يكن يرعى إلا مستحق لرتبته أن يرعى غيره لأسام القوم المسام، أي المواشي والبهائم
ولرعى الرُّعاة والرَّعية، فإن البهائم في سهلها أحق برتبة الرَّعي من رُعاتها، فإنهم أجهل منها وأضلُّ وأولى بأن يكونوا مسامين لا مُسيمين، والرعايا أخلق برتبة الولاية من وُلاتها، فإنها على خيالها واختلالها وانحلالها أولى بالأمر من حماتها.
(وما كلّ بمعذورٍ ببُخْلٍ ... ولا كلِّ على بُخلٍ يُلامُ)