{تنبيه}: ويجب على المسلم أن يغض بصره عن بيوت الناس:
[*] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن النظر الحرام النظر إلى العورات وهي قسمان: عورة وراء الثياب، وعورة وراء الأبواب. ا. هـ مدارج السالكين ج: ١ ص: ١١٧
[*] وقال ابن تيمية: وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير وما اشبهها من النظر إلى المحرمات فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان، وذلك أن البيوت سترة كالثياب التي على البدن، كما جمع بين اللباسين فى قوله تعالى {والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} فكل منهما وقاية من الأذى الذى يكون سموما مؤذيا كالحر والشمس والبرد وما يكون من بنى آدم من النظر بالعين واليد وغير ذلك. ا. هـ مجموع الفتاوى ١٥/ ٣٧٩
وقد بين النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سنته الصحيحة أنما جعل الاستئذان من أجل البصر.
(حديث سهل بن سعد في الصحيحين) قال: اطَّلع رجلٌ من جحرٍ في حجرِ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِدْرى يحكُ به رأسه فقال: لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر.
(حديث عبد الله بن بسر في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر و يقول: السلام عليكم السلام عليكم.
كلمة إلى الذين يُطْلِقون أبصارهم ولا يغضونها:
إلى كل رجل أو امرأة نظرا إلى الحرام فليعلم الجميع:
أن هذه النظرة ما هي إلا سهم مسموم فان أصابك سهم قتلك فكيف وان هذا السهم مسموم.
لا تظن أن هذه النظرة ستروى ظمئك فما أنت بذلك إلا كالذي يشرب ن ماء البحر فكلما ازداد شربا ازداد عطشا ويظل هكذا حتى يقتله.
ولخطورة الأمر انظر إلى هذا الرجل الذي نظر إلى امرأة نصرانية فأعجبته ووقع حُبُها في قلبه فراودها عن نفسها فطلبت منه أن يتنصر فتنصر ومات على النصرانية ولو غض الطرف ما كان هذا.
ألم تسمع قوله تعالي: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر/١٩]