والكآبة: تغير النفس والانكسار من الحزن والهم. يقال: رجل كئيب، أي: حزين. ونقل كآبة كآبة بتخفيف الهمزة وإسكان الألف (كرأفة ورافة).
والمنقلب: (بفتح اللام): المرجع. ومعناه: أن يرجع من سفره فيجد أهله أصيبوا بمصيبة نسأل الله السلامة.
(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنْ الْأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ.
الذكر عند علو الثنايا والهبوط من الأودية:
(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجُيُوشُهُ إِذَا عَلَوْا الثَّنَايَا كَبَّرُوا وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا.
(١٨) استحباب ذكر الله في حال سيره وإقامته:
أورد الزركشي رحمه الله في الغرر السافر فيما يحتاج إليه المسافر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال إن الجبل ليقول للجبل: "يا فلان مر بك اليوم ذاكرًا لله عز وجل. فإن قال: نعم، سره ذلك". استبشارًا بذكر الله.
أورد الزركشي رحمه الله في الغرر السافر فيما يحتاج إليه المسافر عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: اذكروا الله في أسفاركم عند كل حجرة وشجرة لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكم (١).
ويستحب الذكر عند كل اضطجاعة، وعند كل شيء، وعند كل حجر ومدر وشجر.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
تِرَة: أي نقص.
ما يستحب ذكره في السحر للمسافر:
(١) رواه أحمد في الزهد عن عطاء مرسلاً. وذكره الهندي في الكنز (١٧٦١٨) ونسبه لابن شاهين في "الترغيب" في الذكر. وانظر كشف الخفا للعجلوني (١/ ١١٤ رقم ٣٠٣).